نغم الحياة
العنود السرحان
برأيي لو أن الحياة آلة موسيقية لكانت بيانو ، أيامنا فيها مثل مفاتيحه ، منها البيضاء وأُخر سوداء ، فالأيام السوداء تكون متعبة، وقليلة وقصيرة بالنسبة لتلك البيضاء التي نتمتع فيها بنعم وافرة .
ولكل يوم من هذه الأيام نغمته الخاصة ، وفي عُبورنا نعزف مقطوعة حياتنا ، فإن عبرناها بتخبط وعشوائية عشنا في ضجة ونشاز ، أما إن تعاملنا معها بذكاء و فن، وعرفنا كيف نتناغم معها، نمتن لتلك الأيام الجميلة، ونعيشها بحب، ونتلذذ بكل تفاصيلها شاكرين الله عليها ؛ فأننا نشحن أرواحنا بطاقة حب ، وسلام، واطمئنان، وتُسكن أوجاعنا وقت الشدة وتعطينا القوة الداعمة والصبر الجميل لتفهم عقبات الحياة وتقبّلها والتعامل مع مشاعرها بمهارة و من ثم تجاوزها.
ومن هنا يكون التناغم بوعي بين الفرح والألم الذي يصل بنا الى مناطق الإتزان النفسي وهي تلك المرحلة التي نتقبل فيها القدر خيره وشره بتسليم ورضا .
على بيانو الحياة لتتراقص أصابعنا بفنّ عازفة أعذب الألحان .