هندسة الحياة


شيخ الصنعاني
.هَنْدِسْ حياتَكَ بالتَّبَسُمِ إنَّمَا
تَرْقى الحياةُ ببسمةٍ نحو السَّمَا
إنْ جِئتَ مرتجيًا عيونَ محبةٍ
فارْفُقْ بخَلْقِ الله ، أرْسِلْ بَلْسَمَا
لا تَبْخَلَنَّ على البريَّة بالذي
يُضْفِي عليك وسامةً وتَعَنُّمَا
كم من فتىً أعطى الوجودَ محبةً
فَرَوَى قلوبًا كادَ يَقْتُلُها الظَّمَا
واسْتَشْرَفَ الفُلَّ الندِيَّ فشدَّهُ
ذاك الأريجُ على المدى فَتَحَلَّمَا
ياصاحِ إنَّ الحُبَّ في الكونِ الذي
يحوي كيانَكَ .. كالغمامِ إذا هَمَى
تهتزُّ منهُ الأرضُ تحتضنُ الرُّبَى
وتُسَطِّرُ الأنغامُ لحنًا قيِّمَا
تُهْدِي الجمالَ لِذي نُهىً كي يلتقي
نبضُ النقاءِ مع الحنانِ .. ورُبَّما
عَقَدَا مواثيق المودة في الدجى
كي تمنح الأرواح عِشْقًا مُلْهَمَا
يَمْضي حثيثًا بالمودةِ كُلَّما
لاحَتْ لعينيهِ الزُّهورُ تَبَسَّمَا
وإذا رأى في الرَّوضِ ظبيتهُ التي
تمشي الهُوَيْنَا تستحثُ الأنجُمَا
غنَّى لها لحنَ الوفاءِ
وصار كَالْعودِ الأصيلِ بطيبهِ
إن أُضْرِمَا
واستزرعَ الإحسانَ في القلبِ الذي
يهوى الجميعَ مُسَالِمًا مُتَرَنِّمَا
ليرى السعادةَ بين أحداقِ المُنى
من عمق أفئدةٍ لها الفُلُّ انتمى
والوردُ طَوَّقَهُ بعطر وفائه
والحُسْنُ عانَقَهُ ورقَّ وسلَّمَا