Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

التفاؤل

شيخة الدريبي

شيخة الدريبي

يعيش الإنسان في هذه الحياة وتتراوح أيامه بين عسر ويسر وبين شدة ورخاء تارة يكون مرتاحًا هادئ البال مطمئنًا وتارة تمر عليه أيام وليالٍ عسيرةتجعله متوترًا هائمًا في غياب الحزن والأسى وكما نعرف أن الإنسان خلق في كبد في هذه الحياة وإبتلاء لا سعادة ورخاء ولكن الله تعالى لم يترك عباده يساعدهم في تخطي هذه الابتلاءات والأيام العسيرة والظروف القاسية التي يكابدونها باليقين والصبر والإيمان لكي يشعر بالراحه وألامل والتفاؤل بما هو قادم وإن كل ما يحصل فيه من خيرلابد من وجودالشرأيضا لكن الإنسان لا يعلم ولذلك كل ما يمكنه فعله هو أن يتحلى بالصبر والإيمان واليقين وأن كل ما يحصل فيه خير ومسرة وإن لم تكن ظاهرة للعين وهذا يجلب التفاؤل والأمل بالحياة وهذا لا يتحقق إلا من خلال توقع الأفضل دائمًا وإحسان الظن بالله تعالى لأن الله عند حسن ظن العبد به والتفاؤل من سمات المؤمن إذا ما تعامل مع كل الأمور بإيجابية وموضوعية ونظرة متفائلة آملة بأن الخير قادم لا محالة وكثيرًا ما يُقال 🙁 تفاءلوا بالخير تجدوه) فالنفس الباطنة قادرة على توجيه التفكير إما في طريق الأمل والتفاؤل أو اليأس والتشاؤم ..

 

إن أعظم ما في تفاؤل المؤمن أنه دائمًا يحتسب أمره عند الله تعالى فإذا أصابه أمر جيد وفيه خير فرح واستبشر وشكر ربه على ما أنعم به عليه وفضّله على غيره وإذا حلت به نازلة أو وقع في مصيبة أو تعسرت بعض أموره لم ييأس ولم يقنط من رحمة الله إنما يصبر ويحتسب أمره عند الله وهو على يقين أن ما أصابه فيه خير له وفي دينه ودنياه وآخرته وهذا السلوك هو الذي يعزز سمة الأمل والتفاؤل لدى الإنسان المؤمن فالإنسان هو المسؤول عن حياته وكيفية قضاء أيامها وليالها فإما أن تكون ليالٍ يملؤها التعب والهم والأسى والتفكير المرهق الخائف من الغد أو أن تكون حياة بسيطة راضية قانعة متفائلة بالمستقبل الأفضل وهذا له أثر كبير على الإنسان وعلى المحيطين به كذلك النواحي النفسية والجسدية والفكريّة والعمليّة فالأمل والتفاؤل هما اللذان يجعلان نمط الحياة إيجابيًّا حالمًا ويجعلان صاحبه في قوة وحماس وهمة وعزيمة كالسيل لا تنضب ..

 

يسعى الإنسان دائمًا للأفضل والتطور والتغير ومواكبة كل ما هو جديد لكن هذا المسار لا يأتي دون عمل وتفكير وتخطيط كما إنّ زراعة الأمل والتفاؤل في النفس البشرية يقع عاتقه على الإنسان نفسه أولًا فإذا ما جاهد نفسه وابتعد عن كل تفكير سلبي ويرى النصف المملوء من الكأس لأن هذا يساعد في رسم حياة إيجابية متفائلة وهذا يؤثر في الآخرين فإذا أعطى المتشائم من حوله طاقة سلبية وجوًّا كئيبًا حزينًا انعكس هذا عليهم كذلك المتفائل قادر على نشر الطاقة الإيجابية وتعزيز روح التفاؤل والسعادة في نفوس المحيطين به وذلك من خلال خلق الجو الاجتماعي والتذكير بالنعم التي يعيشها الناس ويتمتعون بها هذا يزيد من تركيزهم على ما ينعمون به من خيرويقلص دائرة الشر والتعب والحزن كذلك سماع الكلمات المفرحة والإيجابية والتي تساعد في تسليط الضوء على كل ما هو مفرح وفيه أمل وخير للمستقبل يؤدي إلى رسم حياة اجتماعية إيجابية ومتفائلة ولا ننكرأثر الكلمة في تغيير الكثير من الأفكار والقناعات إذا ما اختيرت في موضعها المناسب ووقتها المناسب وقيلت للشخص المناسب وهنا تأتي الحكمة والوعي الاجتماعي والتواصل مع المجتمع المحيط فالحياة فيها الأبيض وفيها الأسود ولن تظهر قيمة أحدهما دون وجود الآخر وماعلينا إلا أن نعيش على الأمل والتفاؤل وأن كل وقت يمر به الإنسان سيمضي وأن لا سعادة تستمر ولا حزن يدوم إن الأمل والتفاؤل من النعم العظيمة التي منَّ الله بها على عباده ..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى