الأدب والشعر

عطاء الأم

رابية الاحمد

رابية الاحمد

في حادث سير ادى لوفاته

أصرت على الوقوف  لتربية أبنائها فكانت الأب والأم

وعملت بقيام مشروع في الأرض التي تملكها بجوار بيتها

كانت تستيقظ في الصباح الباكر

متجهة إلى عملها  لتأكل الأرض من كفوف يديها وترتوي حبات التراب من دموعها

وواجهت قسوة الظروف بشجاعةوإرادة لتربية الأبناء لأعطائهم كل ما يتمنون لتحصد ماجنته من جهود اعمالها

وبعد مضي أربعين عاما من العمل في مشروعها

وحصولهم على الشهادات الجامعية

صنعت منهم طبيبا ومهندسا ومحاميا ومعلما وبالعلم الأم كانت تملك سوى شهادة محو الأمية

هنا ازدات سعادتها وغمرت قلبها الأفراح في ماجنته من ثمار تعبها

انجبت وضحت وعملت وسهرت

هذه هي من يليق بها لقب الأم المثالية

وعندما رأت نفسها أنها لن تعد تقوى على السير في تضحياتها

قررت الأم بتقسيم الأرض على ابنائها

فأعطت وكانت منصفة بعطائها

وجمعتهم قائلة

فلذات كبدي

هذا اليوم ارفع رأسي بكم عاليا

وافتخر بأنكم فخر ما به افتخر

وصيتي لكم

كونو قلبا واحد في السراء والضراء وأمنية كل واحد منكم لأخيه مايتمناه لنفسه كونو يدا واحدة

فأنا لن ادوم لكم طويلا

نظر الأولاد إلى الأم فقال الطبيب

سأكون عند حسن ظنك بي

وسوف اعمل بكل حب وآخلاص لرعاية أخوتي

تساقطت دموع المعلم وقال انت ياشمعتي يامن ملكت قلبا صافيا كنقاء الثلج كيف دونك اهتدي

فقال المهندس يانور العيون وكحلها كيف لروح أن تحيا دونها

سقطت دموع المحامي قائلا

انت قضيتي وانت فرحتي فكيف للقلب أن يسلا مهجتي

دعيني أقبل يداك وانحني واقبل الأرض من تحت أقدامك لتنجلي

هموم العمر التي كانت مقيمة في اعماقك لاتبخلي يا ملاك انزله الله لنا وكنت خير لمن برضائها يكتفي

بقلمي رابية الأحمد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى