كلمة شكراً لمن نقولها ؟


ثريا دهلوى
شكراً لمن نقولها؟
يعتبر الشكر من أجمل القيم الانسانية التي حرص الدين الإسلامي على تواجدها وتبادلها
بين الأشخاص ، عبارة تخاطب بين البشر
شكراً لكل جميل يبقى معنا حتى النهاية
وعبارة شكراً أقولها أولا لله عز وجل على كل النعم التي أوجدها في حياتي ،منها الصحة
والعافية يستحق الحمد والشكر على أنه أوجدنا من العدم وأوجد لنا السمع والبصر والفؤاد
ونعمة العقل التي ميزنا بها عن الحياة .
شكراً كلمة بسيطة في لفظها لكن عمقها في الأثر كبير الذي تتركه في قلوبنا ولها مفعول
السحر في نفوسنا ،
وتفعل بنا مالا يستطيع أي طبيب نفسيّ أن يفعله، فاحساس أن هناك من يقدّر مجهودك
يجعله يفخر بالرضا والامتنان .
أقول شكرا لغائب رحل :
في حضورك كنتَ السعادة والحياة والحب
فكانت حياتي جنّة ،أتذكر كيف كنت تقسو وترفق كيف تفرح وتحزن وإلى أي درجة تُحبُّ
وفي أعماق نفسي يتصاعد الشكر لأنك أعطيتني مالا يعطيه الآخرون لي .
سعادة الحياة أن تمتلك روحاً تهديك الفرح .
أقول شكراً لوطني الذي منحني الأمن والأمان
وشكراً لوالديّ رغم أن أبجديّات الحياة كلّها لن تكفي بحقهما علماني فأحسن تربيتي
جزاهم الله عني خير الجزا
شكراً لعائلتي أضافت لحياتي الحب والاستقرار
شكرا لبناتي نعمة كبرى وهما عيناي التي أبصر بهما الدنيا ، وأحفادي هم سعادتي وضحكتي
هم روح الحياة والقلب .
أما أصدقائي وجودهم نعمة لا تقدر بثمن .
شكراً للذين يتركوا بنا أشياء سعيدة تجعلنا
نبتسم حين تبدو الحياة كئيبة .
شكراً لكل شخص يهديني الكلام الجميل
ويعبّر عن رأيه بأسلوب راقي .
شكراً لكل شخص يفرّق بين الصراحة والوقاحة
شكراً لكل شخص يسعدني بدعوة .
شكراً لكل من يجعل الحياة جميلة بأفعاله الصغيرة ومبادرته اللا متوقعة .
شكراً لصانعي أيامنا بهجة وفرح
شكراً للذين يعذرونا حين يرونا على غير
عادتنا .
للذين يقرأون في العيون أني أريد البقاء وحدي
فيتركوني وشأني .
شكراً لكل جميل يبقى معنا حتى النهاية .
للذين يعملون المعروف دون انتظار الشكر
لمن كانوا في الشِدّة عون وفي الرخاء رفاق
للذين كان وجودهم وطن وفراقهم غربة .
الشكر من ضروريّات الحياة وقولها واجب في كل خطوة قال تعالى :
(لئن شكرتم لأزيدنّكم )
الشكر والحمد والثناء لله عزوجل لأنه أعطانا من غير طلب ومن واجبنا أن نرد على الشكر
بزيادة الطاعات والحمد لله في كل حين .
عندما نقول شكرا لكل من قدم اي صنيع أو مساعدة …
فيرد المشكور على فعله بكلمة ( عفواً )
والعفو هو الترك والزيادة الذي يعني أن
هذا الفعل زيادة مني لفعل جميل لمن أحبه .
قال تعالى ( ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو )
أي الزيادة وهي تكون رداً على أي شكر وأحياناً نعتذر بكلمة ( عفواً ) أي عذراً أو نعتذر
لفعل من غير قصد (عفا الله عما سلف )
شكراً لمن غيّروا حياتنا للأفضل وعلّمونا
( أن لكل وفاء غدر ، لكل جزاءً نكران ،
لكل حنان قسوة ، لكلّ خدّ طيّب ألف صفعة)
شكرا للورود الذين يتركون وردة واحدة على أبواب قلوبنا بكلمة ، بهمسة ، ببسمة .
وسلامُ من القلب على من تمسك بي
على من أحبني ، على من أُتيحت له الفرصة
لترك يدي وأبى وأحكم قبضته بشدّة
ليزداد تمسكاً بي .
وشكراً لمن أهداني الورد في زمن شحّ فيه صدق المشاعر .
وأخيراً أحتاج أكثر من باقة ورد أهديها لكل من قرأ حروفي وأهداني احترامه .
علّموا أولادكم أن تكون كلمة شكراً في قاموس
حياتهم في زمن قلّ فيه الشكر والعرفان
وساد الجفاء والنكران .