برأيك هل السعاده قرار ام اختيار


شيخة الدريبي
السعادة هدف يتمنى الجميع الوصول اليها بأي وسيلة يجدها مناسبة فالبعض يربط السعادة بمال أو منصب أو تحقيق غاية لكن الواقع هو أنها لا ترتبط بأمر ما فكثير من المحرومين والفقراء سعداء بينما يشكو بعض الغارقين في النعم من التعاسة والكآبة والسعادة نوع من المشاعر التي يمكننا التحكم بها واختيارها ايضا وهي ضد الحزن والحزن هو شعور يحدث كردة فعل او كاختيار ذاتي لأمر ما والسعادة ايضا شعور يمكن اختياره كقرار عاطفي عقلي و يمكن القول بأن السعيد هو شخص اختار وقرر ان يكون سعيدا في حياته وتفكيره وعرف بأن احساس السعادة مصدر داخلي وليس خارجيا من الاخرين وعليه صناعة سعادته بنفسه كما أن الحزن أيضا شعور يحدث كردة فعل او كاختيار ذاتي لأمر ما والبعض يتبنى افكارا وعادات تعيق سعادته وتنغص عليه حياته وقد يصبح مدمنا عليها ويرفض التخلي عنها مما يمنعه عن التمتع بالحياة ويسبب تعاسته وأهمها التذمر وهي عدم الاكتفاء او الاعجاب بأي شيء وكل شيء حتى في لحظات السعادة نشير الى وجود امر سلبي و سيئ ..
وهناك فرق بين التذمروالفضفضة التي تجعلك تلجأ الى صديق او قريب للتحدث حول أمر صعب وثقيل على صدرك او للتفريغ عن مشاعرك والمشاركة في الافكار والمشاعر فالفضفضة تؤدي الى الشعور بالتحسن والتواصل مع الاخرين والعودة الى الايجابية في الحياة أما الشكوى فهي ان تشرح لشخص مشكلتك على امل ان تجد لها حلا او يساعدك في التغلب عليها بينما ثقافة التذمر تجعل الشخص يبرز ويجد أمرا سلبيا في كل شيء في الحياة كالأسرة والعمل والدين كما أن التركيز على النواقص وعدم رؤية المميزات افضل تشبيه لهذه العادة هو أن يرى الشخص دائما النصف الفارغ في الكأس ولا يرى ابدا النصف الممتلئ مثل ان يرى الزوج عيوب زوجته فقط بأنها بدينة او كثيرة النسيان ولا يرى بأنها تحبه ونظيفة وأم ممتازة ومثقفه ومتدينة أو ان ترى الزوجة بأن زوجها غير رومانسي ولا ترى بأنه كريم وحنون واهل للثقة وبالمنوال نفسه ينطبق ذلك على رؤيتهم جميع النعم مثل الاطفال والبيت والعمل وغيرها وهذه العادة تمنع الاستمتاع بالحياة بل وتحول النعم الى مصدر للألم والحسرة ..
البعض يقضي طوال حياته وهو يحاول تغيير من حوله الزوج والاطفال وحتى الاصدقاء حتى يصبحوا اشخاصا وفق هواهم او ما يرغبون به لكنه امر مستحيل فعلا فكل ما يمكنك تغييره هو نفسك وادراك بأن عليك تقبل الاخرين كما هم والتعامل مع الحياة كما تأتي وبدلا من هدر طاقتك على محاولة تغيير الاخرين ولومهم على اطباع وافكار متأصلة فيهم حافظ على طاقتك لنفسك وركز على ما يعجبك فيهم ثم اختر إما تقبلهم وإما الابتعاد عنهم اوبتحليل الأحداث الصغيرة قبل الكبيرة فمن الخطأ ان تهدر طاقتك وتفكيرك في تحليل مواقف واقوال تمر بك يوميا بل تعوّد على مهارة التغاضي وتصغير الامور وتقبل الاعذار فهذه المهارة ستحسن كثيرا من علاقاتك بالآخرين وسلامتك الصحية والنفسية وتذكر بأن حتى المواقف السلبية لها جوانب ايجابية ..