أعذر وسامح وتقبُّل ألاخطاء


شيخة الدريبي
تقبلك لأخطاء الآخرين يزيح تلال وجبال من على أكتافك ويريحك من الأحقاد والضغائن ويزيح الهم وأمراض القلوب عنك ويجعلك تدخل إلى مواصفات النفس المطمئنة التي تعيش من خلالها حياة طيبة وما يزال التغافل عن الزلات من أرقى شيم الكرام فإن الناس غير معصومين من الزلات والأخطاء فإن اهتم المرء بكل زلة وخطيئة تعب وأتعب غيره والعاقل الذكي من لا يدقق في كل صغيرة وكبيرة مع أهله وأحبابه وأصحابه وجيرانه فلا يوجد أحد فعل الإحسان أي التنازل عن الحقوق إلا النبي محمد صلى الله عليه وسلم في التاريخ عندما قال لأهل مكة (اذهبوا فأنتم الطلقاء) فتقبلك لأخطاء الآخرين ومسامحتهم تحفر لك أساسًا متينًا في علاقاتك الاجتماعية وتجعلك شخصًا محبوبًا ومقبولاً فاصفح عن زلات الآخرين وتقبل نقصهم وأخطاءهم لأنهم بشر..
إن تقبلك للاعذار والتسامح لا يعني أنك تقبل بتكرار هذه الأخطاء وتقبل بالتعدي على الحقوق والواجبات والمعروف أن الآخرين غير معصومين ونلتمس لهم ألف عذر وعذر لكن لا تسمح بتكرار الخطأ أو أن تسمح بالتفريط في حقوقك كما ان ضرورة التسامح اتجاه أخطاء الآخرين فلمتسامح هو الأقوى والأعز والعز الذي يأتي للمتسامح هو عزّ مطلق عند الله وعند خلقه وفي الآخرة ويحتاج التسامح الى قوة نفس وهذا ليس بالأمر السهل ومن يظن أن المتسامح ضعيف فقد ابتعد عن الصواب لأن المتسامح هو الأقوى والأعز..
نحن بشر وبما أننا بشر فنحن معرضون للوقوع بالأخطاء ونجد في أنفسنا ظواهر الزلل من حين لآخر سواء في الماضي أو في الحاضر أو في المستقبل ويعتمدالخطأ على معياره ومقداره وأثره وقوته على الرغم من أن الخطأ هو خطأ في كل حالاته وعندما تقول بأنك لا تخطئ فأنت من كوكب آخر غير كوكب الأرض وإن كنت من كوكبنا أعلم أنك ستخطئ كثيراً والناس لا يهتمون بالنجاحات بقدر مايركزون على الأخطاء لو عملت عشر معاملات ونجحت في تسع قرارات منها وأخطأت في واحد منها فأنت في عين بعض من باحثي الزلات من أفراد المجتمع مخطئ ولا ينظرون لإنجازاتك التسع من القرارات الصائبة فهذا هو الواقع في الأغلب مع الأسف فلا تكن بهذه الصورة واتجه إلى تعزيز الاجتهاد وتغافل عن الزلات لأن الناس غير معصومين وسيقعون بالأخطاء بشكل دائم فلا تركز على أخطائهم لانك أنت المتأذي بالدرجة الأولى وأنت من يحمل الهم .
لكن سامح واصفح وتعلم الكياسة في تقبل النقد ؛ لتكن أنت الرابح ..