Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

يتعلقون بحب الحياة الدنيا

شيخة الدريبي

شيخة الدريبي

حبُّ مَلذَّات الدُّنيا هو الوسيلةُ المؤثِّرة التي يستخدمها الشيطانُ لإيقاع بني آدم في شَرَكه وذلك فيزينها لهم وقد حذَّرنا القرآن الكريم من الدنيا وما فيها كثيرًا قال تعالى: ( فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ  )[آل عمران: 185] ومن أَجل أن نضعَ معيارًا واضحًا لنحكم على هذه الدنيا التي نعيشُها لا بدَّ من تفسيرها فيُطلق على حياتنا التي نعيشها ( الحياة الدُّنيا ) وسمِّيت الدنيا لأنها دَنَتْ وأخَّرَت الآخرةُ وكذلك السماء الدنيا هي اقُرْب إلينا أي إنها قصيرةُ الأمد ستنتهي بسرعة وقريبة منَّا قربًا مكانيًّا على أساس إننا نعيش فيها وعلى أرضها أو أنها قريبةٌ في متناول اليد ..

 

نحن نعيشُ الحياة الدنيا لنقدم ما نستطيع وصولاً إلى الحياةالآخرة التي هي أبديَّة ومع كل هذه التحذيرات وغيرِها فإنَّ الناس يقعون في متع كثيرة في هذه الدنيا و يقال الدنيا فخ والجاهل بأول نظرة يقع فأمَّا العاقل المتَّقي فهو يُصابر المجاعةَ ويدور حول الحبِّ والسلام فكم من صابرٍ أجتهد سِنين في آخر الأمر وقع وإنَّ الله تعالى قد أمر المؤمنين بالابتعاد عنِ مطالب الدنيا لأنها تجرُّ العبدَ المؤمن للسوء والشـر وتبعدهُ عن ذكر الله جل جلاله وهناك من يعتقدون أنه لاآخرة وإنما تنقضـي هذه الحياةُ الدنيا وسينتهي معها دورُ الإنسان وليس هناك حسابٌ ولا عذابٌ ولا جزاء – بزعمهم – ..

 

والرضا هو قبولُ المرء بما أُعطي من غير أعتراض فوصفَ القرآنُ الكريم هؤلاء بأنهم غافلون عن حقيقة المنح في الآخرة لذلك فقد رَضُوا بما في الحياةِ الدنيا حظًّا وقِسْمًا وحين يرضى المرءُ عن شـيءٍ فلا يرى منه ألا أجوده وأنَّ الحياة الدنيا وبالرغم من أنَّها متاعٌ قليل زائل وأنها لا تساوي شيئًا لقلَّة شأنها قياسًا بالآخرة فزينت لهؤلاء الذين أحبوها فرأها غايه مناه ومنتهى هواه وعز طلبه وأشتري شيئًا حقيرًا بثمنٍ غالٍ فقد باعوا آخرتهم بدنياهم فيا لها من صفقةٍ خاسـرةٍ..

 

إن الذين يحبون الحياة الدنيا تبقى قلوبُهم متعلقة بها وبأهلها فكلَّما رأوا عبدًا من عباد الله في نعمة تمنَّوا لو أنَّ لهم مِثلَها ويرون أنَّ حظَّهم في الدنيا أفضل منهم

فمَن يُحب الدنيا يرى أنه مُنعَّم بما لديه من الأموال والأولاد والجاه وأنه يعيش حياةً هنيئةً رغيدةً والأمرُ عكس ذلك تمامًا

أنهم يحبوا العاجلة قال تعالى: (كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ ) [القيامة وسمِّيت الحياةُ الدنيا بالعاجلة لأنها تمر سـريعةً كأنها على عَجل

الحياة العاجلة أو الدار العاجلة والمراد بها مدة الحياة الدنيا بنعيمهاو منافعها فالحُبَّ لا يتعلَّق بذات الدنيا ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى