شيخة الدريبي
يتعرض الإنسان لموقف قاسٍ في الحياة قد يكون بسبب الهجران أو خيانة صديق فيصبح الألم رفيق الإنسان طيلة حياته
فيتسائل هل كان قلبي قاسٍ ليكون هذا الهجر قدري أم أني مظلوم لماذا نحتفظ بالحزن في أعمق مكان لنا بالقلب والسعادة نجعلها سطحية فكل المدن تتساوى إذا دخلناها بتأشيرة حزن إحساس مؤلم للغاية أن تكون مبدعاً في إسعاد الآخرين وأنت عاجز عن إسعاد نفسك..
أسوأ الذكريات إنسان أحببته ولا تتمنى أن تراه وأسوأ صداقة أن يكون قلبك ممتلئاً بكل الشوق والحنين وتلقى شعوراً معاكساً وبروداً قاتلاً في داخلك أتجاه من حفرت أسماءهم على لوح الصداقة الحقيقية هكذا نحن دون أحبتنا كشوارع مظلمة سوداء رغم الضجيج الذي يسكنها هدوئنا لا يعني أنّنا بخير بل هناك انفجار في قلوبنا لا نريد أن نخرجه لأحد فرفقاً بنا يا وجـع فحلمناوأملنا قد يخفف الدمعة التي يسقطها الحزن..
إنّك لا تستطيع أن تمنع طيور الحزن من أن تحلق فوق رأسك ولا تحاول البحث عن حلم خذلك وحاول أن تجعل من حالة الإنكسار بداية حلم جديد ولا تقف كثيراً على الأطلال خاصة إذا كانت الخفافيش قد سكنتها والأشباح عرفت طريقها وابحث عن صوت عصفور يتسلل وراء الأفق مع ضوء صباح جديد هكذا هي الأيام تحرمنا حتى من الأحلام عشقنا الوحدة والعذاب الأفراح جعلنا بيننا وبينها حجاب إلى متى إلى متى ستؤلمنا الأيام وإلى متى سأنكتم الأحزان ونحن قادرون ونستطيع أن نكتب كلمات الفرح ولكن عندما كتبناها شعرنا أن شيئاً بداخلنا قد انجرح مؤلمة تلك الدمعة التي تسقط ونحن صامتون من شدة القهر والألم والاحتِياج ..
لذا علينا تجنب إنتقاد ولوم وتقييم الشخصية التي في داخلنا والتي تفعل هذاعلى أنها سيئة كذلك لا تحاول قمعها أو التخلص منها لأنك إذا حاولت ذلك فإن هذه الشخصية الداخلية لن تكشف عن نفسها أبداً وستزداد رسوخاً وقوة وتقبل نفسك كما أنت بدون نقد وتقييم وعندها يبدأ كل شيء بالانتظام في داخلك وتبدأ بتقبل الآخرين على ما هم عليه بدون نقد أو تقييم بلقائك لنفسك وفهمك لألمها وتقبلك لهذا الألم ومعايشتك إياه تبدأ بفهم الآخرين وعندها تأتي لحظة المصالحة مع الناس ومع العالم..
