اضرار الفراغ العاطفي وتأثيره


شيخة الدريبي
أن الفراغ العاطفيّ هو عدم الشعور بمشاعر تجاه أيّ شيئ حي يتعرّض له معظم الناس بشكل مؤقت في مرحلة معينة من مراحل حياتهم مثل التعرض لصدمة أو فاجعة كوفاة أحد أفراد الأسرة إلّا أنّ الشعور الدائم بالفراغ والتخدّر بالشعور قد يكون مؤشراً من مؤشرات الأمراض النفسية كالاكتئاب والاضطرابات أو انفصام في الشخصية ومن الأفضل أن يراجع الشخص الطبيب النفسيّ خصوصاً إذا كان من الصعب عليه التركيز على جوانب حياته الأخرى وعلى الرغم من غرابة الموضوع إلا أنّ البعض يصفون الفراغ العاطفيّ على أنّه شيءٌ يمكن الإحساس به في أجسامهم مثل الإحساس بالفراغ في الصدر أو الشعور بالتعب والرغبة في البقاء ساكناً والبعض الآخر يصفونه بشعور داخلي مثل الشعور بالملل طوال الوقت وعدم الاهتمام بشيء ..
توجد بعض الطرق التي يمكنها أن تساعد في حالة التعرّض للفراغ العاطفيّ مثل : الاعتراف بالشعور وتقبّله فالشخص الذي يعاني من الفراغ العاطفي يجب عليه الاعتراف بهذا الشعور وتقبله وعدم الاستسلام له ومحاولة التعايش معه لأنّ الفراغ الناجم عن فراق شخص عزيز لا يمكن أن يختفي أبداً بل أنّ الشخص يتعلّم التعايش معه فقط كما يجب تخصيص الوقت للنفس بدلاً من البحث عن العلاج بتناول العقاقير ومشاهدة التلفاز أو أي شيء آخر ينصح باستكشاف الذات والبحث عن الآمال والأحلام التي يتمنّى الشخص تحقيقها والعمل على وضع هدف أو تحقيق أمر معين حتى يبقى معنى لحياتة ..
ومن الأنشطة المفيدة خلال هذه الفترة هي الكتابة والتمارين الرياضية والتأمّل ولأختبار المشاعر تخصيص خمس دقائق يومياً للتعبير عن مشاعر الشخص الحالية وكتابتها أو اختبار الشعور بمسح جزء من الجسم كاليد أو الرأس والتأمل في كيفية عمله أو درجة حرارته أو التوتّر الموجود فيه وتساعد هذه الطريقة على توسيع مساحة التسامح التي يشعر بها الشخص في حياته واكتشاف المسّبب ويمكن للشخص الجلوس مع نفسه والجواب عن أسئلة معينة تبيّن له المسبّب وراء شعوره بالفراغ العاطفي مثل هل أقول لنفسي أشياء إيجابية ؟أو هل أنا أحكم على نفسي ؟أم أنني أقارن نفسي بالآخرين؟ أو ما الذي أحاول إثباته أو الفوز به وتقبّل الشعور بالفراغ والعيش بالرضى حتى بوجود مشاكل كثيرة في الحياة لأنّ كل شخص يستحق أن يعيش حياةً مرضيةً ذات معنى ..