الحزن المقيم
الشاعر : أحمد محمد حنَّان
مُقَلٌ وَأَوْجَانٌ تَهَتَّكَ حُسْنُهَا
بَينَ البِّعَادِ وبَينَ قَطْرٍ مِنْ نَدَى
قَدْ كَانَ شَوقًا فِي السُّهَادِ وفِي الدُّجَى
لَمَحَ المَسَافَةَ واليَقِينَ فَأَبْرَدَا
يَا أيُّهَا الحُزْنُ المُقِيمُ بِخَافِقِي
مَاذَا يُضِيرُكَ إنْ رَحَلْتَ لأسْعَدَا
ذَبُلَتْ بَسَاتِينُ السَّعَادَةِ فِي دَمِي
فَارْحَلْ قَلِيلًا كَي أُغَاثَ فَأُحْسَدَا
اِرْدِفْ عَلَى خَيلِ المَسَافَةِ دَمْعَتِي
ثُم اِتَّجِهْ فِيمَا تَبَقَّى لِلْمَدَى
دَعْنِي وَسُنْبُلَتِي وَبَرْقَ سَحَابَتِي
دَعْ رَعْدَهَا حَتَّى يُنَاغِيهِ الصَّدَى
وَلَئِنْ كَبُرْتُ وَبَانَ شَيبِي لَا تَقُلْ
كَيفَ السَّبِيلُ بِهِ خَرِيفُكَ إِنْ بَدَى
سَأَدُسُّ فِي رَحِمِ الزَّمَانِ مَلَامِحِي
حَتَّى يُنَادِينِي الرَّبِيعُ لأمْرَدَا
فَحَبِيبَتِي مُلْكُ الجَمَالِ لأجْلِهَا
فَرَشَ الحِسَانَ لَهَا سَبِيلًا أَغْيَدَا