العنف لدى اليهود عقيدة متجذرة…

مع دخول الحرب على غزة شهرها الثاني تتواصل على نفس الوتيرة المتصاعدة وغير المسبوقة في العصر الحديث، بالنسق ذاته، حيث يرتكب الكيان الصهيوني يومياً المجازر والإبادات في حق المدنيين العُزّل؛ الأطفال والنساء والشيوخ. بل لم يسلم لا الحجر ولا الشجر ولا الحيوان كلهم على حدّ سواء أهداف وأعداء بالنسبة للكيان.
في غضون ذلك تسيطر المقاومة على المشهد العسكري التكتيكي بإمكانيات بسيطة ولكنها فعّالة.
من ناحية أخرى يشير نتنياهو إلى أنهم مواصلون حتى على حساب أنفسهم وعدّتهم وعدادهم وأسراهم…(عليّ وعلى أعدائي)
ولطالما كان العنف هو الأبرز في خطابات هذا الأخير أو متحدثه العسكري.
ألم نسمع جميعنا كلمات نابية قيلت على الهواء مباشرة!؟
وحتى سيما الوجوه تنمُّ عن الغضب العنيف…
ولسائل أن يتساءل هنا من أين يستمدّ الكيان الصهيوني كل هذا العنف اللفظي والمادِّي؟
مالا يعرفه الكثيرون هو أن هذا العنف أساسه الكتب المقدّسة اليهودية، بالتالي هو عقلية متجذِّرة لدى اليهود والصهاينة
فإن الكتاب المقدس يطلق عليه عالمياً “كتاب الكتب” نظرًا لأنه أول وأهم الكتب اليهودية على الإطلاق ويشتمل على عدة أسفار ونصوص منها التوراة ذاتها، ولم تكن كلمة “توراة” ذات معنى محدّد فى الأصل، إذ كانت تستخدم بمعنى “وصايا” أو “شريعة ” أو “علم” أو “أوامر” أو “تعاليم” وبالتالى كان اليهود يستخدمونها للإشارة إلى اليهودية ككل، ثم أصبحت تشير إلى الأسفار الخمسة لسيدنا موسى عليه السلام التي تسرد قصة الخليقة وعهد الله مع سيدنا إبراهيم وذريته، وقصة الخروج من مصر والتجلِّي على جبل سيناء( حيث أنزل الله الوصايا العشر)، وتيه بني إسرائيل في الصحراء وتكراراً لتلك التجربة قبل دخولهم الأرض المقدّسة.
ثم صارت الكلمة تعنى العهد القديم كله، مقابل تفسيرات الحاخامات، ويشار إلى التوراة أيضًا بأنها القانون أو الشريعة، ويبدو أنها أصبحت كلمة “توراة” مرادفة تقريبًا لكلمة شريعة.
وتجدر الإشارة هنا بأن الكتاب المقدّس ( العهد القديم) يشمل : الأسفار الخمسة ” التوراة” و الأنبياء “نفيئيم” والكتب المدونة “كنوفيم” ، كما يشمل الكتابان الأخيران تسعة عشر سفراً معظمها بالعبرية والآرامية.
وتجتمع كلها على التحريض على العنف المعنوي والمادّي، من قتل وحرق وخرق وإبادة واغتصاب ناهيك عن الخراب والفساد في الأرض بما فيها وبمن فيها. من هتك للأنفس والأعراض والأموال وسفك الدماء في كل شيء، سواءً كان رجلاً أو امرأة أو شيخًا أو طفلاً أو حتى رضيعًا بل الأدهى والأمرُّ حتى الجنين في بطن أمه وحتى الدوابّ!!
وعلى سبيل الذكر لا الحصر، نذكر بعض النصوص الداعية لذلك:
” ملعون من يعمل عمل الربّ برخاء وملعون من يمنع سيفه عن الدم”
ارميا(48-10)
تجازى السامرة لأنها قد تمردت على إلهِـٰها.بالسيف يسقطون.تحطم أطفالهم والحوامل تشقّ”
هوشع (13-16)
” فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعفُ عنهم بل اقتل رجلاً وامرأة.طفلاً ورضيعًا.بقراً وغنمًا.جملاً وحماراً”
صموئيل الأول (15-3)
“. أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي.”
لوقا(19_27)
هناك العديد من النصوص والأسفار التي تدعو للعنف والقتال والانتهاك للإنسانية وتدمير دور العبادة وحرق المكتبات والمتاحف والمناطق الآثارية وغير ذلك…وهناك نصوص من بشاعتها المقام هنا لا يسمح بنشرها.
إذن ارتبطت المذاهب والنصوص اليهودية بالعنف على شتى أنواعه، فقد يعتبر من التقاليد الصهيونية.
وعلى مر التاريخ، يتم استخدامها للترويج للعنف، إذ أن اليهود لاطالما رفضوا الاندماج بالمجتمعات الغربية، حيث كان يسيطر على عقليتهم الشعور بالتمييز، إذ كانت تلازمهم فكرة شعب الله المختار.
فاليهودي من منظورهم معصوم من الخطأ وهذا ما يتم تصديره للعالم بالأساليب الملتوية والطرق غير الشرعية وغير المشروعة.
لتصح هنا العبارة؛ الشيء من مأتاه لا يُستغرب.