الأدب والشعر

(حلق فوق الخيال بفكرك)

شيخه الدريبي

شيخه الدريبي

 

عندما تقسو علينا الحياة وتجرفنا في طريقها الأقدار نجد أنفسنا صدمنْا ضعفنْا تقوقعنْا بسبب يأسنْا وعدم مقدرتنْا على التحمل فنأسر أنفسنْا بقيود نحن من نضعها لأنفسنْا ونشدّ أفكارنْا ونبحرَ فيها إلى عالم الخيال بكل عقلنا باحثين عن آمالنْا أحلامنْا إنساننْا أمانينْا الضائعة والتي أصبحت سراب في عالم الواقع علّ وعسّى نجدها في عالم اللاوعي أسئلة كثيرة من عالم الواقع تُبادر ذهننْا تُدهشنْا تُحيرنْا تُبكينْا من يُجيبنْا عليها فكثيرين يتمنون أن يهربوا من واقعهم إلى دنيا الخيال إلى عالم خيالي لا يرون ولا يسمعون فيهِ غير صوت الإنسان يُنادي الإنسانية ..

سنقوم برحلة صغيرة إلى عالم الخيال عالم نعيش فيه لحظات ننسى فيهِ ألم الحياة نقابل فيهِ من يستحيل علينا مقابلتهم ورؤيتهم في الواقع نسافر إلى عالم لا نجد فيه أي حدود أو أسوار أو قيود عالم خالي من الخُبثّ الحقدّالأنانية الكذب الاستغلالية أغمض عينيك على حلم كم تودّ أن يتحقق في الواقع من أعماقك وبينما أنت تفكر بهذا في نفسك غفوتْ وفجأة سمعتُ صوتًا يُناديك ويُوقظك من نومك ويدعوك إلى رحلة معهُ وسمعتُ نبرة صوته تهمس في أذنك فأمسكَ بيدك وأصطحبك معهُ في طريق مشيت فيها مسافة تخيل بابا كبير فتح ودخلتم وعينيك رأتْ ما لم تراهُ من قبل رأيتُ الحياة بمعناها الحقيقي رأيتْ دنيا غير دنيتنْا رأيتُ أناسًا أصواتهم إحساسهم كلماتهم روحهم تبثْ في نفسكَ السعادة رأيتْ جمال الإنسان على الطبيعة جمال وروحً إنسانًا يسمّو بإنسانيتهِ نظرتْ للطبيعة ورأيتْ فيها من زهور بمُختلف ألوانها وأشكالها رأيت الأشجار بخضرتها البهية رأيت الطيور تحلق عاليًا في سماء زرقاء صافية تمشي وتمشي وأنت تتعجب وتقول في نفسك ما أجملهُ من مكان أنظر هناك وترى بلبلٌ يُغردُّ بصوتٍ عذبٍ وتسمعُ هدير مياه وكأنها ألحان قيثارة ما أجملها من حياة فتعجبتُ وأندهشتْ لِمْا رأيتْ وأنتابتك إحساس غريب وشعور بالسعادة يغمرك لا يمكن أن توصفهُ ..

أنتِ مازلت في دنيا الخيال في دنيا اللاواقع هنا تستطيع أن تحقق كل ما تريد تحققهِ على أرض الواقع متع نظرك ورائحة الزهور تفوح من بين نسمات وكم تمنيتْ أن تكون لك أجنحة لتحلق عاليًا في السماء مع تلك العصافير الصغيرة حيث الصفاء والنقاء وبينما أنت تسير وصلت إلى كوخ قديم وصغير بحديقة وأسوار تُزينها وطفلٌ جميلٌ يلعب فيها فقال لا تتركني هنا لا تتركيني وأحساسك من كلامهِ أنهُ يعرفك أنتِ من تركتني كُل هذه السنين وحيداً ونسيتيني أنا هنا أسيرًا وعقلك هو من أسرني وكبلني بحيث ومنعني من السير أتأملت فيهِ لبرهة مُتعجبا وإذا بشريط حياتك يمرُّ أمامك تعيشُ لحظاتهِ من خلال هذا الطفل… آهااااا…  وفجأة تذكرتْ أنهُ حلمك الذي طالمْا تمنيتْ أن يتحقق ولكنك تركتهُ وركنتهُ لسنين حلمك الذي ما زال يسكن داخلك ولكن أنت بيدك من جعلتهُ حبيس قضبان نفسك بسبب أحباطك ويأسك وشعورك بفقدانه قد سرقته الأيام منك بدون إرادتك وبقيَّ مجرد خيال وتمنيٍّ في داخلك ..

وتمر سنين عمرك يومًابعد يوم ليصبح من الماضي فحزنتْ وندمتْ على كل تلك السنين والآن ما هو رأيك في هذه الرحله هل يعجبك هذا العالم خيالنْا هذا ما هو ألا وسيلة للهروب من الواقع وما أن تفيق منها حتى تعود إليهِ وأنت مُحمل أكثر بالألم والحسرة وعندها تكون كالشارد والضائع بين الحقيقة والخيال لا تعرف هل تُساير الواقع أم تعيش الخيال فالخيال بلا حدود ولكنهُ يبقى ناقص وغير كامل لأننا نرّى فيهِ ما نريدُ ونُحبَّ أن نراه فقط بنظرتنْا المُنفردة نفسكِ سرقتك من عالمك وأخذتكِ في رحلة لتتعرف على سبب صراعك مع عقلك وسبب تقييدك له رحلتك أنتهتْ في عالم الخيال واللاوعي ولكن من عالم الواقع لمْ تنتهي فالخيال جميل وجمالهُ يكون فقط حين نعيشهُ لحظات جميلة وليس بأستمرارية وبدون هذا الخيال لا يمكن أن نصْل للواقع ولكن يجب الفصل بينهما لكي لا يتداخل الأثنين ونضيع بينهما وبالتالي نخلق شخصية مُزدوجةٍ ومُركبةٍ وهاربةٍ من ذاتها بإستطاعتك أن تصل إلى ما تريد
وتحقيق مبتغاك بكل ثقةٍ أستخدم عقلك أستخدام صائب بحيث يرقيك كإنسان فلا تجعل مُخيلتك تتأرجح بكَ بين الواقع والخيال ..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى