الأدب والشعر

التواضع خلق إنساني نبيل

شيخة الدريبي

شيخة الدريبي

التواضع سمة العقلاء وخلق الأنبياء والصالحين وتهذيب للنفس والمجتمع التواضع خلق إنساني نبيل كثير من الناس يصلون إلى مراتب عالية في المجتمع ويحققون الكثير من النجاحات والتميز في كثير من مجالات الحياة سواء كانت تلك النجاحات في مجال العمل أو مجال العلم أو مجال التواصل والعلاقات الاجتماعية وهذه النجاحات وذلك التميز هو سلاح ذو حدين إما أن يوجهه الإنسان الناجح لما فيه خير له فيتواضع ويعلم أن ما وصل إليه كان بفضل الله عليه وتوفيقه أو أن يتكبر ويصير مغرورًا متعاليًا على الناس وعندها سيحتقره المجتمع ولا يكترث لنجاحه لأن غروره وتكبره غطى على النجاح والتميز الذي وصل إليه إضافة إلى أن هذا التميز لن يدوم له بسبب تكبره واستعلائه..

 

إن الإنسان المتواضع هو ذلك الذي يرى كل ما يقوم به وينجح به بسيطًا ويمكن أن يكون هناك من هو أفضل منه وأعلى مرتبة منه وبذلك سيكون له مكانة فاضلة عند الناس المحيطين به وسيعلو شأنه بينهم بسبب أخلاقه الفاضلة وتواضعه النبيل إضافة إلى أن هذا التواضع الصادق سيعود بالأثر الإيجابي على الإنسان نفسه إذ إنه سيظل في سعي دؤوب لتحقيق المزيد من النجاحات ويعمل بجد ليصل مراتب أعلى وما ذلك إلا لأنه لا يرى النجاح الذي وصل إليه أنه القمة وأنه الوحيد والأفضل إنما دائمًا يشعر بالتقصير وأنه يستطيع تقديم المزيد فهذا أثر جميل للتواضع يعود على الإنسان المتواضع وعلى المجتمع المحيط أيضًا…

 

الإنسان المتواضع هو القدوة الحسنة والمثل الأعلى لكل الناس من حوله هو الذي سيغير مفهوم النجاح والتميز لدى كثير من الناس سيعطي مفهومًا جديدًا للنجاح والتميز سواء كان تميزًا بالمال أو الجاه أو العلم أو المكانة سيزيد النجاح نجاحًا والتألق تألقًا وسيجعل التواضع هو واسطة العقل في كل مرتبة يرتقي إليها في حياته عندها سيتعلم الناس التواضع الصحيح النابع من القلب الصادق بكل تفاصيله لا ذلك التواضع الخاص بالمظاهر أمام الناس والأضواء وجوهره خلاف ذلك فطوبى لمن كان تواضعه خلقًا نبيلًا صادقًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى