المسرح القومي في خطر


ريهام طارق
عرض في الموسم الصيفي الماضي ٢٠٢٢، عرض مسرحي بعنوان الحفيد لمدة واحد وأربعين ليلة ،وعندما شاهدت العرض أُجزم أنه كان من أفضل العروض التي تم عرضها مؤخرا في مصر، ويعتبر إنتاجا مصريا خالصا وإعادة إحياء ومعالجة رواية عظيمة للأديب الكبير عبد الحميد جودة السحار وليست تراثا عالميا.
و كان عرض “الحفيد”، يناقش أهم وأخطر القضايا التي يعاني منها المجتمع المصري في إطار اجتماعي كوميدي استعراضي غنائي راقي، جعل الأسرة المصرية تجتمع على مشاهدة عمل دون خوف من سماع لفظ غير لائق أو مشهد خارج ،وتم صرف ميزانية ضخمة لانتاج هذا العرض المسرحي كونه عمل استعراضي ضخم يظهر ويخرج للنور.
و حقق نجاح كبير علي مستوي النقدي ونال إعجاب الكثيرين من النقاد واشادو به بعد مشاهدتهم للعمل منهم سيدة المسرح العربي سميحة أيوب و الناقد طارق الشناوي ودكتور مصطفى الفقي والناقدة فاطمة ناعوت والناقدة هند سلامه، والناقدة دعاء حلمي والناقدة أمنية طلعت.
ولكن تأتي المهزلة ويحكم على العرض بإعدامه ووقف العرض في نفس الوقت الذي كان يحقق فيها أرباح طائلة وكان يرفع يومياً لافتة كامل العدد.
ولكن منذ الأيام الأولى من العرض كان هناك خلافات بين فريق العمل وبين الفنانة لوسي بطلة العرض، وصلت إلى تطاولها على أحد المشاركات في العرض بالضرب، وصرح فريق العمل أنها كانت توجه لهم الفاظ خارجه وذكروا أيضا أنها كانت تمتنع أنها تجلس معهم، بسبب أن رائحتهم كريهة وغيرها من المواقف الصعبة والخلافات التي حدثت خلف الكواليس،
وخلافها الدائم بينها وبين مخرج العرض يوسف المنصور، وزادت المشاحنات إلى أن تقدمت لوسي بشكوى الى معالى وزيرة الثقافة نيفين الكيلانى بعد تهديدات كثيرة بإيقاف العرض وغلقة و بالفعل حققت هدفها وتم تأجيل العرض حتى حل الأزمة، ثم قام فريق العمل بشكوى جماعية ضد لوسي وإثبات كل التجاوزات التي حدثت أثناء العرض وداخل البروفات.
وكان من المقرر تصويره تليفزيونيا لتعويض الدولة عن تكلفة إنتاج العرض و توثيقه ارشيفياً و يستمر على خشبة المسرح حتى يعوض المسرح القومي خسارته في الفترة الأخيرة.
وفجأة حدث صمت وطالت فترة التأجيل ، وتواصل مخرج العمل يوسف المنصور كثيراً مع مدير المسرح القومي الفنان إيهاب نافع ولكن لم يجد عنده أجابه ، وأن حل الأزمة خارج سلطته ، وتواصل مخرج العمل بعد فترة بـ نجمة أخرى لتقوم بالبطولة على أمل بانقاذ العرض و يتملكه إحساس احباط ويأس وهو يرى حلمه ينهار أمام عينيه، وبالفعل تم التواصل بالفعل بإحدى النجمات التى تحمست للفكره وللعرض للعمل مع مخرج متميز مثل يوسف المنصور بجانب أن الوقوف على خشبة القومى شرف كبير لأي فنان ، وانتظر كثيرا رد المسؤولين ولكن لا حياة لمن تنادي وفوجئ صناع العمل بأخبار جديده وطرح أعمال جديدة ،
وتجاهل عرض الحفيد حتي تم إطلاق قرار بوقف العرض وذلك لعدم استجابة صناع العمل لشروط الفنانة لوسي وذلك بسبب نقاط قانونية في العقد الذي يجمع بينها وبين البيت الفني الخاص بالعرض ، والذي كانت تنص أن مازال العقد قائما،وهذا ما أعطي السلطة للفنانة لوسي بالتحكم بالعرض وامتناعها عنه لأن العقد يعطيها الحق في ذلك.
هل المقصود هنا نهب المال العام ، هل نري عرض هزلي يعبر عن مدى الفساد الموجود على الساحة الفنية هل هذا معناه أن الكلمة الأخيرة راجعة إلى النفوذ والسلطة والمجاملات الشخصية ، والتضحية بحلم مجموعة من الشباب الموهوب أبطال العرض وحرمانه من تحقيق حلمهم و إستمرار نجاحهم ،
لنقوم بعرض آخر وانتاج آخر وميزانية أخرى وهكذا ، هل المسرح القومي أصبح كيان عشوائي بلا قيد أو قوانين تحكمه وأصبح يحكمه العلاقات وجبر خواطر الاصدقاء أي ظلم هذا نتحدث عنه
مر عده شهور ولم نسمع نرد الجهات المسؤولة عن التحقيق نريد أن نعرف من المسؤول عن هذا الصمت هل هو رئيس البيت الفني أم وزيره الثقافه أم الفنانة لوسي
إلى متى يستمر نزيف المال العام و اللعب بأموال الدولة في وزارة الثقافة سواء بإنتاج عروض مسرحية لا يختلف أحد على مستواها السئ ولا تحقق حتى نجاحا جماهيريا أو إعدام عروض مسرحية ناجحة على المستويين الفني والجماهيري ، وإعطائها الحق في استمرارية العرض داخل وخارج مصر ولا تقف هنا فقط لا وحصولها على جوائز أيضا أي عقل يستطيع أن يستوعب هذه المهزلة.
وأخيرا نطالب برد صريح من الجهات المسؤولة وهي البيت الفني ومعالي وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني التي من المؤكد أنها لن ترضى بهذا الظلم الواقع على هذا العرض ، أتمني أن تجتمع بفريق العمل وتحاول حل الأزمة والإفراج عن عرض الحفيد وظهوره مرة أخرى للنور حتي يستطيع المسرح القومي تعويض خسارته
وفي النهاية هذه ليست قضية فردية أو خاصة بعرض واحد ولكن هذه أزمة انهيار المسرح المصري وسؤالي هنا من هو المسؤول عن هذا الانحدار.