إلى أين نمضي؟

على صدر الزمان هكذا الأيام تسرع في خطاها ونحن نلهث خلف مجاهل الدنيا.. رغم أنها فانية.. ننهل ما أستطعنا من ينابيع متعتها.. نغبق منها حتى الثمالة.. ولكن غاب عن أذهاننا أنها محطة عبور وأنتظار قطار الرحيل. فهذا هو واقعنا.

حياتنا في زمن ما بشبابنا الذي يزخر بالعطاء والإنجازات

ونعتلي هامات الوجودية.. نفخر ونزهوا ونتعالى.. ونتعاظم بأننا أنجزنا الكثير من مغريات الحياة.. نزهوا بمؤهلاتنا وثقافاتنا ونجاحاتنا.. وأمتلاكنا بكل مانصبوا إليه.. نفخر بأننا صنعنا تاريخََا حافلََا بالأمجاد.. تاريخََا يزخر بعظمة الإنسان..

البعض منا ينظر باستعلاء وأستخفاف لمن هم دوننا.. فالدينونة هي مشكلة إجتماعية متفشيه في بعض مجتمعاتنا.. ونجهل تمامََا وسط هذا الكم الهائل من النجاحات أن مصيرنا بين إصبعين من أصابع الرحمن…. فيتبدل الحال إلى أسوأ حال

صحيح كانت لنا أمنيات يخالطها روح الحياة.. تهمس لنا بأن الدنيا مقبلة إلينا.. وكنا نخوض غمارها ونلهوا بتفاهاتها ونظن أننا في مأمن من عثرات الحياة..وإعصارات الأحداث والمتاعب الدنيوية.. وأن نجاحاتنا التي نفخر بها ماهي إلا دعامات لمكافحة الوهن والإنهيار.. بحيث نظن أننا نسموا بإنجازاتنا ونفخر بأننا حققنا الكثير مالم يحققه غيرنا.

نعتز بأننا في أعلى المراتب.. وأبناؤنا في أرقى المناصب.. نتعالى على الغير بأننا احتوينا كل مجالات الرفعة والنماء.

وشيئََا فشيئََا يخفت الصوت الهادر من أعماق الإنسان.. فتضعف الهمة والعزيمة.. والقوة والجبروت.. وأنه لمؤلم حقََا أن الإنسان مصيره إلى الضعف والإحباط.. ويتساءل بينه وبين نفسه / كيف كنت وكيف غدوت.. وكيف ارهقني المرض.. وأنهكتني صراعات الأحداث؟

كيف كنت أركض على عجل كي أنال كل المغريات؟

عذرََا أحبتي هي كينونة الإنسان صغيرََا كان أوكبيرََا..

مهما طال عمره وكبرت آماله.. وفي ختام هذه الآمال يعجز أن يحل قيد مرض فتك به.. يتمنى لو يعود لسابق صباه وشبابه

يفتدي صحته بأموال الدنيا..ومركزه المرموق مقابل حفنة من صحة وعافية..

وفي محطة إنتظاره للرحيل يغدو بدثار سرمدي في محراب بين الحياة والموت..

ولايزال عالقََا على درب الأعمار يتمنى لو أن هناك متسع من الوقت ليعوض مافاته من أعمال الطاعات.

أي ربي.. ارزقنا صحة وعافية.. وأمدد في أعمارنا.. هب لنا متسعََا من الوقت كي نستعيد زمنََا غفلنا فيه عن طاعتك.

وقد قال صالح بن عبد القدوس :

إذا ما خلوت الدهر يومََا

فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب.

ولاتحسبن الله يغفل ساعة.

ولا أن مايخفى عليه يغيب.

ألم ترأن اليوم اسرع ذاهب

وأن غدََا لناظريه قريب.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى