هون على نفسك

مع كل بداية عام جديد، يتكرر السؤال المؤرق دوما وهو السؤال الذي يخافه الجميع أو يتهرب منه.

ماهي أهدافك ؟!

ماهي خطتك لهذه السنة ؟!

هل حققت إنجازات العام الماضي ؟!

وفي زخم هذه الحياة وكثرة المتطلبات التي ينبغي لناتحقيقها وصعوبة الظروف التي نعيشها وندرة الفرص الموجودة.

فكل هذه التراكمات تجعل قائمة الإنتظار تطول والأهداف تتزاحم والآمال تؤجل إلى وقتٍ لاحق وهنا يُلاحقُنا السؤال الذي طالما يتكرر في بداية كل عام

(ماااااهي الخطة القادمة؟!)

وفي هذا السياق أقول لك هون على نفسك ياصديقي

الأهداف ليس من الضروري أن تُحقق جميعها والإنجازات لا تُقاس بكثرتها إنما بنفعها عليك والأحلام التي رسمتها ولم تتحقق في هذا العام فهي ليست بخطيئة لتحاسب نفسك عليها يكفيك أنك تعبت في رسمها وأنك سعيت لها

وأنا في مقالي هذا لا أقلل من قيمة الأهداف ورسمها مع بداية العام فهي مهمه ولابد لكل شخص منا أن يكون له أحلام يقاتل من أجلها ولكن مااقصده أنا أن الحلم قد يكون بسيط والهدف قد يكون سهل ليس بالضرورة أن يصبح رصيدك في نهاية العام رقم هائل ولكن يكفيك من العلم والصحة والأهل ماهو موجود عندك

قد تكون الإنجازات بسيطة لكن الأهم أن يكون هنالك إنجاز؛ فالقطرات المتفرقه هي التي تصنع البحار وقليلٌ دائم خيرٌ من كثيرٍ منقطع

لذلك أقول لك ياصديقي أسعى قدر المستطاع وأعمل بالأسباب جميعها ولكن في نهاية المطاف عليك أن تدرك أنه قد تكون حكمة الله عز وجل في أن لاتصل لكل شيء في الوقت الذي تريده لخيره أنت تجهلها والله يعلمها وتأكيدا لذلك قوله تعالى ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) سورة البقرة- آية ٢١٦

وقد قيل في الشعر :

“لو يَعلَمُ المرءُ ما يُخفي الزَّمانُ لَهُ

لَرُبَّما فَرَّ مِمَّا قد تَمَنَّاهُ

كم يَعشَقُ القلبُ ما فيه الهلاكُ لَهُ

والخَيرُ يا قلبُ ما يَختارُهُ اللهُ”

#مكلوم

 

فليس للأنجازات سنة رقمية محددة قد يكون رزقك في هذا العام وزواج صديقك في العام المقبل وشراء سيارتك الفارهه في عمر الأربعين وإطلاق مشروعك بعد عامين من الآن ليست الحكمه في العام إنما في إرادة الله سبحانه وتعالى ومن ثم في سعيك

فأن للظروف دور ولله عز شانه أمور خفيه لانعلمها وترتيب يقدره لنا حسب مايتناسب معنا

 

لذلك هون على نفسك ياصديقي فالحياة أبسط مما تتخيل.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى