كاتب في سطور… شهد الشمري


ندي فنري
شهد الشمري.. أول كاتبة عربية من ذوي الإعاقة..هي كاتبة، وأستاذة في اللغة الإنجليزية، وباحثة أكاديمية كويتية حائزة على جائزة خريجي التعليم البريطاني للتأثير الاجتماعي لعام 2019.
اشتهرت بأبحاثها ومقالاتها التي دافعت فيها عن حقوق الإنسان والمرأة وشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة .
وُلدت شهد الشمري لأب بدوي ولأم فلسطينية ، في الثامنة عشر من العمر، شُخصت الشمري بمرض التصلب اللويحي. وعلى الرغم من تنبؤات الأطباء المروعة لما سببه المرض من عواقب، لم تتوقف عن متابعة دراستها، وفي العام 2014 حصلت على شهادة الدكتوراه.
ولعب والديها دورًا في تحفيز الشمري بأن لا تتوقف أبداً عن السعي لإثبات مكانتها ومكانة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع و لم تسمح والدتها بإن تلتمس ابنتها معاملة خاصة كونها سيدة من ذوات الإعاقة، بل علمتها الاستقلال والاعتماد على نفسها بشكل كامل حتى في تعاملها مع الألم ، وبفضل إحدى مشرفيها في رسالة الدكتوراه، الدكتورة ستيلا بولاكي، توغلت في مجال دراسات الإعاقة، ما أضفى معنى على رحلة كفاحها ضد المرض وساعدها في اكتشاف شغفها في الأوساط الأكاديمية والكتابة الإبداعية.
و عندما سئلت عن من شجعها تقول شهد :
ساعدني والداي فقد كانت أمي تؤمن بأن الحياة لا تتوقف أبداً، يمكنها أن تهدأ قليلاً ريثما تعيد ترتيب حياتك وطريقة تفكيرك. ولم تقتنع قط بأنني يجب أن أحصل على معاملة مختلفة، بل شجعتني على الاستقلال والاعتماد على نفسي بشكل كامل حتى في التعامل مع الألم. وقد ناشدتني أستاذتي الجامعية د. ستيلا بولاكي، الأستاذة بجامعة كنت بالمملكة المتحدة، أن أكتب حول الأشخاص ذوي الإعاقة في الشرق الأوسط، وما يمثله ذلك لسيدة من ذوات الإعاقة.
و أجابت على الأسئلة التالية ما هي إعاقتك؟ وكيف تؤثر على حياتك؟
قالت لدي مرض التصلب العصبي المتعدد وهو مرض يصيب الجهاز العصبي المركزي ويؤثر على قدرتي على المشي والكلام، وله تأثيرات أخرى غير ظاهرة على الأجزاء الحسية والسمعية. ومن الصعب جدّاً التعامل مع هذا المرض نظراً لعدم وضوحه للعيان. فأنا أشعر وكأنني أسير دوماً في وحل وضباب، لكن لا يلاحظ أحد ذلك
وقد شغلت الشمري مناصب متعددة في مجالي التدريس والكتابة. فعملت في الجامعة العربية المفتوحة وجامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا كمحاضرة مساعدة أولاً، ثم مساعدة أستاذة فيما بعد، وذلك من عام 2013 حتى الوقت الراهن ، كما قدمت خدماتها في مجال الكتابة، من عام 2014 حتى 2015، عملت محررةً لمجلة «Considering Disability» الأكاديمية، ولمجلة «ذوي الإعاقة والمجتمع» الأكاديمية الكويتية، حيث تولت مهمة مراجعة المقالات التي يسلمها أكاديميون من حول العالم، والتأكد من تطابق مضمون المقالات مع المبادئ التوجيهية التابعة للمجلة.
وفي لقاء لها مع جريدة القبس الكويتية، أعربت الشمري عن رغبتها في مواصلة السعي لترك بصمتها في ميدان حقوق الإنسان، وتطالب بأهمية التشديد على الشؤون الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة ومناقشتها على المستوى المحلي والعالمي.
في العام 1986، أسست المجلة العالمية، وهي واحدة من المجلات الأكاديمية التي تنشرها مجموعة تايلور وفرانسيس العالمية في المملكة المتحدة.
ألفت ثلاث روايات، وشاركت في كتابة ثلاثة كتب أخرى. بالإضافة إلى إنها شاركت في ما يزيد عن 15 مؤتمرًا، حيث حضرت البعض منها وللبعض الآخر ناقشت مواضيع متعددة في مجالي الأدب والثقافة.
شاركت أيضاً في العديد من الفعاليات الأدبية، من بينها مهرجان الأدب الإماراتي ومهرجان الكتاب في مالطا، حيث عرضت دراساتها التي ركزت بشكل ملحوظ على المرأة وفئة ذوي الاحتياجات الخاصة ،وفي مايو عام 2016، حضرت مهرجان طيران الإمارات للآداب حيث أعطت محاضرة باللغة العربية والإنجليزية عن دور الأدب في تحسين مستويات المعيشة والإنصاف إلى كل قطاع من قطاعات المجتمع .
و في سؤال آخر هل تعتقدين أن الصورة التي كونها المجتمع وموقفه من الأشخاص ذوي الإعاقة يجعل من الصعب التقدم والنجاح خاصة إذا كنتِ امرأة؟
بالتأكيد ، فهذا يضاعف المجهود والصراع ، ومن الممكن جدا أن تشعر بالوحدة أيضاً ، لذا نحتاج إلى المزيد من الكتابات والأشعار ومجموعات الدعم التي تساعد السيدات على مواجهة مواقف حياتهن المختلفة.
ما هو أحب أعمالك إلى قلبك؟
أجابت كتابي (خواطر على الجسد)، وهو مجموعة من القصص التي كتبتها للتوعية بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة واختلافها بين الجنسين.
لقد كان من الصعب جدا كتابة تلك القصص، ولكنه كان محرراً جدّاً كذلك.
لمَ اخترت أن تكون روايتك عن سيدة من ذوات الإعاقة؟
ما هي الرسالة التي تريدين توصيلها من خلال الكتاب؟
أردت أن يصل الكتاب إلى شريحة أكبر من القراء لتفهمه، وأردت أن يكون في الأدب العربي مكان لأبطال من الأشخاص ذوي الإعاقة. فاخترت بطلة منهم لا تنتهي قصتها نهاية حزينة.
ما هي خططك القادمة على الصعيدين المهني والشخصي؟
أعمل حالياً على رواية تتناول الإعاقة الذهنية والجسدية ، حيث سيكون التركيز هذه المرة على المرضى والأطباء والتفاعل بينهم. على أن تدور أحداث الرواية في الشرق الأوسط.
أما على الصعيد الشخصي، فإن خطتي القادمة التي أعمل عليها بالفعل هي إيجاد مكان حيث يمكنني مساعدة الفتيات ذوات الإعاقة.
ومن الجانب المهني، تعمل حالياً على تأليف كتاب للأطفال، وعلى الرغم من صعوبة كتابته تراه ضروريًا لأنه يناقش مفهوم الإعاقة الذهنية والجسدية من وجهة نظر الأطفال، ويصف تفاعل الأطباء مع أصحاب الإعاقة في سياق الشرق الأوسط. أما من الجانب الشخصي، فتعتزم العثور على مكان يقدم المساعدة للفتيات ذوات الإعاقة.
من مؤلفاتها :
على الحب والخسارة
”الجنون الأدبي في كتابة النساء البريطانيات، وما بعد الاستعمار.
البدويات
تجاهل الكلمات
سر 50/50
من مجموعة قصصية
خواطر على الجسد
تناولت قصصاً هدفها رفع مستوى الوعي إزاء القضايا الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة واختلافها بين الجنسين. ونصبت الشمري نفسها وغيرها من مرضى التصلب اللويحي أبطال هذه القصص.