ذاكرة الشجرة

يقال بأن للشجرة ذاكرةٌ لا تنسى ما يسقط منها كل خريف، فماذا لو أن الورقة قد تثبثت بالشجرة لتعلن تمردها وترفض السقوط في فصل الخريف، وهل يمكن للورقة أن تتصدي لرياح الشتاء العاتية وامطاره القاسية وبرودته الشديدة ؟

هل يبقى بمقدور الورقة أن تتجاوز كل تلك التحديات في سبيل التمسك بالشجرة ؟

ثم ماذا إن حل الربيع وأخضرت الغصون وأتت بأوراق جديدة مخضرة يانعة ؟

هل بإمكان الورقة أن تجاور تلك الأوراق بلونها المصفر الباهت إذا لم يمسح عليها الربيع بيديه الحانية ليمنحها سر التجدد والتألق والشباب؟

أذا على الورقة أن تختار بين تمسكها بالبقاء بالشجرة وبين النشاز الذي ستسببه بوجودها بين الأوراق الفتية اليانعة، إنما هي دورة الحياة التي لابد أن تترك بصمتها على كل حي شاء أم أبى، ولكلٍ دوره في الحياة لا يتعداه أو يتخطاهُ وتبقى الحقيقة أنه..كلٌ ميسرٌ لما خُلق له

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى