خِصام
![](https://abdae-alaealami.com/wp-content/uploads/2023/03/IMG-20230221-WA0042.jpg)
![الكاتب : محمد ريانى](https://abdae-alaealami.com/wp-content/uploads/6.jpeg)
الكاتب : محمد ريانى
والتقيْنا بعد الخصام، أعتذرنا لبعضينا، تعانقنا، فعلنا كلَّ شيءٍ بعد الرضا من أجلِ أن تضيعَ السحابةُ السوداءُ التي حلَّت على سمائنا في الفضاء، تركتِ المكانَ الذي إعتادت أن تُقبلني فيه، رأتْ فيه أثرًا من جراح الماضي، أقتربتْ لتطبع قبلةً جديدة، عرفتُ أنها ابتعدتْ عن مكانها، حركتْ وجهَها حتى تصل إلى مكانِ الجراح، أبتْ إلا أن تصنعَ حدثًا جديدًا، خافتْ من أن يُذكرها المكان بالألم، قلتُ لها لاعليك، أقتربي من جبيني وأفعلي كلَّ شيءٍ فالمساحةُ لك حتى الرضا، طبعتْ حولَ الجراحِ اعتذاراتِها وكأنها فعلتْ جُرمًا عظيمًا لأغفرَ لها زلَّتَها، أمسكتُ بمعصمها كي تتوقفَ فلايزالُ اليومُ في أوله، والعصافيرُ لم تجتمعْ بعدُ على الحقولِ لتتعانقَ وقتَ التغريد، جلستْ كي تحكي لي قصةَ عاشقين ألتقيا بعد العتاب، نصحتُها بأن تتركَ أحلامَ الليلِ ولاترويها عند الإشراق، سكتتْ وقلتُ لها حكايةً قصيرة، قلت لها : ضعي القبلةَ مكانَ الجراحِ الذي اختلفنا حوله، وقبلَ أن تفعلَ أعترفتُ لها بالحقيقة، قلتُ لها : هذا الجراحُ قبل أن أعرفكِ، رأيتُكِ فوقعتُ على الأرض، أدمتِ الأرضُ موضعَ القبلات، أختارت جزءًا لم تختاريه أنت، أنتظرتُكِ طويلًا، لم أُصدقْ أنك ستكونين يومًا عندي، ضربتِ الأرضَ بقدميها كي تأخذَ بثأري، نظرتُ إلى أسفل، شكرتَ المكانَ الذي أرتطمَ رأسي به، عادت لتطبعَ قبلاتِها دونَ شعور.