Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

تراودني اللحظَة عن نفسها

يعقوب السعيدى

يعقوب السعيدى

تراودني اللحظَة عن نفسها، وأنا غريقها المتشبِّث بقشَّة من السراب الخادع، اترجَّاها أن تكف عن ذَلك ولكنَّها تأبى إلا أن تستمر وتزيدني إغراءً حتَّى أخال بأن زمام الأمور بدأ يخرُج عن حدود سيطرتي، وأقول لا بأس..لا زلت مقاوِماً ومُتحصِّناً بتمنُّعي وفي اللحظة ذاتها اسمع صوتاً بداخلي يقول لي: لاتكن مُغفَّلاً ولاتقاوم يارجل؛ انت بحاجة لاستغلال هذه اللحظة بالترويح عن نفسك ومغادرة صفحات الملازم ورائحة الحبر الَّتي تطبق على أنفاسك، هيا ارجوك، تعال لنخرج! افكِّر في الأمر ولكن ينتهي بي المطاف بأبوابٍ مغلقة باستثناء باب الغرفة وحده هو المفتوح على مصرَعيه مادَّاً يده إليَّ وكأنه يقول: لاتخف، سأعتني بكل شيء إلى حين عودتك. الحقيقة أن كل الأمور مهيَّئة لي لكي اخرج بما فيها الأجواء الغائمة ودموع صغيرة تتساقط من فم السماء

ولكن كيف الخلاص من هذه الملازم التي يستلقي بعضها أمامي مُتشبِّثة بأطراف فكري وبعضها الآخر ينام في حضني، اظن بأنِّي أسَست عائلة مع هذه الملازم ويتحتَّم علي أن أقوم بواجباتي الأسريَّة تجاههم، الأمر أشبه بمسؤوليَّة الرجل الزوجية والأبويَّة..وما يعزِّيني وينفض تراب القلق عنِّي هو أنِّي_بحمدالله_لَم اتزوَّج بعد! لا زوجة تطلب مني مرافقتها للتسوُّق أو تطلب المال لشراء مستحضرات التجميل أو تطالب بثمن حليب للأطفال، ولا أطفال يطالبونني بمصاريف المدرسة، الحمدلله أنِّي لَست كذَلك؛ مُجرَّد التفكير بهذا يجعلني أشعر بأنِّي دمية في يد امرأة، ياللهول! أظُنني سأصبح مديناً باعتذار لمعاشر الدُمى بعد ما قلت، لكن بأس، سأفعلها..حسناً، الا تشعرون بأنِّي خرجت قليلاً عن الموضوع؟ لا بل خرجت كثيراً، ما أود قوله لكم الآن بأن هذا التفكير جعلني اعدل عن فكرة الخروج تماماً، سأقبِّل الآن كِلتا يدَيَّ وأنا اشكر نفسي على جهودها الكبيرة الَّتي بذلتها لأبقى عازِباً. لابأس مهما كان الوَقت الَّذي سأقضيه مع ملازمي ودفاتري، الأمر أهوَن من فكرة العيش مع زوجة وأطفال في بيت واحد، على الأقل لديَّ الحريَّة الآن في اختيار لون الأقلام الَّتي اكتب بها وشكل الدفاتر التي أشتريها فيما عدا الألوان الحمراء والوردية ومشتقاتهما، اقطعوا عنق قلمي إن رأيتموني يوماً اكتب بقلم يحمل تِلك الألوان، ياللغرابة! كيف تحول جسدي إلى بركة من العرق لمُجرَّد التفكير في هذا..ليبارك الرب عزوبيتي ولكن ليس طويلاً، اظُنني بحاجة لأُتطهَّر من ذنوبي وأعاقب على خطاياي بالزواج والعيش مع أنثى في منزل واحد، يجب أن اتطهَّر من تلكم الذنوب والخطايا قبل أن أموت…

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى