الأدب والشعر

لا يُكلفُ الله نفساً إلا وُسعها

العنود ناصر السرحان

العنود ناصر السرحان

منْ خلفِ نافذةِ الحياةِ تقفْ

تتطلعُ للأفقِ وتنظرُ إلى سنابلكَ المتمايلة معَ الهواء ، تخشى عليها منْ هبوبِ الرياح ، أو فيْض سُحبِ الغمام ، و تذكرُ نفسكَ التي تتأرجحُ مع الأقدار ،

تذكرُ مواجعكَ و خيباتك ، تشعرُ بضعفكَ مثل تلكَ السنبلة الهشَّة ، وفي داخلكَ تزاحمتِ المخاوفُ والتساؤلات ،

ما الذي خبأتهُ ليَ الأيام؟!

وهل أملكُ القوةَ لمواجهته؟!!

 

منْ عمقِ تلكَ الحيرة أقولُ لك

أتعرف كمْ مقدار قوَّتك ؟! و ماهو مدى وسعك؟!

لتطمئنَّ ياصديقي ،فقدْ أخبركَ اللهُ بذلك _

ومَنْ أصدقُ منَ اللهِ قِيلا _ حينما قال

( لا يكلِّفُ اللهُ نفساً إلا وُسعها ).

إنَّ مقدارَ أيّ ألم تشعرُ به ، وصعوبة الظروفِ التي تمرُّ بها وإنكساراتكَ التي تُثقلُ خُطاك ، ماهي إلا مقياس لقوَّتكَ التي وهبَها اللهُ لك ، لأنَّ اللهَ لنْ يُحمِّلكَ شيء

إلَّا وقد أعطاكَ القوةَ لتجاوزهِ والتعاملَ معه .

 

لكنْ حينما تفكِّر أنَّ هذهِ الأمور أقوى منك

فأنتَ توهمُ نفسكَ بالضعفِ وتصدِّق هذا الوهم

وعلى أساسهِ تكونُ تبعات تصرفاتك ؛

ليتسلَّلَ الخوفُ لقلبك ، والعجز لنفسك

والشتات لتفكيركَ حتى يتمكنَ منكَ الضعف

فتدخل في دوائرهِ واحدةً تلوَ الأخرى

وتغرق في دورِ الضحيةِ الذي يسلبكَ إرادتك

و يفقدك زمامَ السيطرةِ على كلِّ شيء،

وتظلّ تردِّد هذهِ الآية بضعفٍ وانكسار

غير مستوعبٍ لمعناها العميق

 

لكنْ حينما تقرِّر أنّ تُصحِّحَ هذا المفهوم

وتقرأهُ بإدراك وقتها فقط ستعرف أنكَ قادر على التعاملِ مع كلِّ تكليف وعقبة في الحياة ،

لأنَّ هذا الإدراك سينعكس على نفسكَ وطريقة تفكيرك و بالتالي تعاملكَ مع الأمور ، وستتيقَّن أنهُ مهما كانتْ قوة ألمك وصعوبة ظروفك أنتَ أقوى منها بكثير .

 

إنَّ تحملكَ مسؤليةَ نفسك وعدمِ إلقائها على الأشخاصِ والظروفِ والسعي الجادِ لتحسينِ كلّ ذلك هو طريق القوةِ الحقيقية ،

الذي يكونُ مبني على إيمانكَ بهذهِ الآيةِ الكريمة ،

بها سيتضحُ تفكيرك وتَقوى عزيمتك و تبْني قراراتك على أساسٍ متين ، يكونُ نتيجتها اطمئنان نفسك

و هدأة روعتك ،

حينها ستستشعر القوةَ التي أمدَّها لكَ اللهُ

وتمضي في طريقك وقدْ ارتسمتْ على مُحيَّاك ابتسامةُ القوةِ والرضا ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى