مريم عبد الرحمن الهوتي
الأنثى الوحيدة التي يحق لها تُسمى بالأنثى الجميلة ويحق لها أن تتفاخر بإسم قبيلتها هي تلك التي تعشق ثوباً نسجتها أول إمرأةٍ من قبيلتها .
أول من طرأت برأسها فكرة الجمال ..فكرة الثقافة المنسوجة في ثوب أنثى بثمانية ألوان ، ليس بأمرٍ طبيعي بالتأكيد إنها سيدة عجوز أكل عليها الدهر وشرب كالأرض الخصبة تزهر في كل فصول العمر ، إنها صاحبة الذوق النادر تلك التي خاطت بالحب ثوباً من حضارة عريقة للتاريخ ،ثوبٌ يناغم مع قرع الطبول ، ثوبٌ كأنه بستان ورود إينما جلست لابسته حامت الفراشات عليها ، ذلك الثوب المليئ بالمرايات كلما رقصت من تلبسه رقص العالم حولها فرحاً ..
و عروسٌ يصبح في القرية كلما ارتدها إناث القبيلة ..
الثوب الذي يختار أسمائهمن وصفاتهن ، المنسوج بالحرير والقطن والكتان والغيم الماطر بالمرح ، المغسول في عطر الياس و الياسمين .
