أمــــــــــــــــــــــــــــــــــــي
الشاعر :مصطفي محمد كردى
أمــي إذا مـا الـقلبُ أصـبح كـائنًا
بـحـيـاتِـنا مـتـكـامـلَ الأعــضـاءِ
مــا زال يـربـطُني إلـيـكِ بـسِـرِّهِ
حــبـلُ الـنَّـقا مـتـواصلَ الأقــراءِ
هـذا غـذاءُ الـرّوحِ يـا أصلَ الهوى
يـأتـي شـغـافَ الـنّـفسِ بـالإغراءِ
الـصبحُ كـم يـحلو بشمسِ حنانِها
والأمُّ رمـــشُ الـعـيـنِ بـالإغـفـاءِ
حملت همومي حين كنتُ ببعضِها
والـيـوم هَــمُّ الأمِّ فــي الأنـحـاءِ
أنّـاتُـهـا خـوفًـا عـلـيّ تـحـيطني
رغــم اشـتـدادِ عـزيـمتي لـلرّائي
لـكـنـهـا دومًـــا تــرانـي طـفـلَـها
فـتـلـفّـنـي بــأمـانِـهـا و دعــــاءِ
الـدّمـعُ بـحرٌ فـاضَ مـن أحـداقِها
فـاعـجـب لـبـحرٍ غـامـرٍ بـصـفاءِ
اللهُ أوصــــى عــبــدَهُ بـكـتـابـهِ
بــــالأمِّ بــعـد عـقـيـدةِ الإبـــراءِ
فـالـبِرُّ نـهـجُ الـشّـرعِ فــي أمّـاتِنا
والأمُّ تــاجُ الــرّأسِ فـي الأحـياءِ
وإذا الـوفـاةُ دَهَـتكَ مـن إكـرامِها
دعــــواتُ بَــــرٍّ دائــــمٍ بــوفــاءِ
رَحِـمٌ بـها وصـلُ الـرّحيمِ وقطعُها
قـطـعُ الـعـظيمِ وجـفـوةٌ بـجـفاءِ
الأمُّ بـــابٌ لـلـجـنانِ فــلُـذ بــهـا
والــثَــم تــرابًـا ضَـمَّـهـا لـشـفـاءِ
فــالأمُّ أرضُ الـحبِّ تـعطي حَـبّها
وهــي الـسّـقايةُ رحـمـةً بـسـماءِ