Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.

هل يحتاج الإسلام قراءة عصرية جديدة ؟! وهل يحتاج إلي تطوير يلائم المتغيرات ؟!  

عملا بحديث النبي صلي الله عليه وسلم : ” إن الله تعالي يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ” هذا الحديث يقتضى الإعتقاد ببعض الحقائق المهمة، أن الدين في ذاته لايُبلي علي مر الزمان ، ولايخلق بتقادم العهود ، ولايزداد مع الزمان إلا جلاءا ، لوفائه في ذاته بكل حاجات البشر في كل زمان ، وإنما يُضيعه أصحابه بإهماله ، واعتقادهم أن هناك ثمة تعارض بين النهضة والتجديد ، وبين الإحتفاظ بجذورنا الإسلامية الراسخة ، والتمسك بالأصول الإلهية العظيمة لذلك وجب عليهم تغيير هذا الإعتقاد كبداية وقاعدة للتجديد.

ومن المعلوم أن لفظ التجديد فى المعجم من أصل الفعل ” تجدد ” أي صار جديدا ، و ” جدده ” أي صيره جديدا ، وكذلك أجده واستجده ، وكذلك سمى كل شىء لم تأت عليه الأيام جديدا

والتجديد في الأصل معناه اللغوى يبعث في الذهن تصورا تجتمع فيه ثلاث أحوال ومعان للشئ المجدد وكلها متصلة : أن الشىء المجدد قد كان في أول الأمر موجودا وقائما وللناس، وأن هذا الشىء أتت عليه الأيام فأصابه البلي وصار قديما ، وأن ذلك الشىء قد أعيد إلي مثل الحالة التي كان عليها قبل أن يبلي ويخلق

وقياسا على ذات المعنى فإن ( الخطاب الدينى ) هو كل مايصلنا من أفكار أو تصورات عن الدين بكل أشكال التعبير اللغوى مسموعا أومكتوبا وبكل وسائل التواصل التقليدية أوالمتطورة سواء كنا نتلقاها بمفردنا أو مع الآخرين ( وهو هكذا لايعني الخطابة فقط ) ، فلو اعتبرنا أن تجديد الدين مطلب ضرورى نجده في حقيقته تجديد وإحياء وإصلاح لعلاقة المسلمين بالدين ، والتفاعل مع أصوله والإهتداء بهديه ، لتحقيق العمارة الحضارية وتجديد حال المسلمين ، ولايعني إطلاقا تبديلا في الدين أوالشرع ذاته وإلا أصبح تبديدا ، وينطبق ذلك على تجديد ( الفكر الإسلامي الشامل ) بمعنى العودة إلي الأصول وإحياءها في حياة الإنسان المسلم بما يمكن من إحياء ما اندرس وتقويم ما انحرف ، ومواجهة الأحداث والوقائع المتجددة من خلال فهمها وإعادة قراءتها تمثلا للأمر الإلهي المستمر بالقراءة ” أقرأ باسم ربك الذي خلق ”

لذا يمكننا تعريف التجديد الديني بمعناه الشامل الوافى أنه التجديد في الفكر الديني وليس في الدين نفسه ، أو هو إعادة النظر والتأمل فيما أنتجه العلماء من فكر ديني على مر العصور ، ومن ثم فهو حركة داخل الدليل وليست خارجه ، وهو إعادة تأصيل للمسلمات والثوابت المتفق عليها ، بأفق أوسع ، ونظرة أكثر عمقا ، وأكثر شمولية

كما أن التجديد أيضا يعني أنه عملية فكرية دائمة ومستجدة ، وهو استمرار متطور للتاريخ وليس جمودا عنده ، وإبداع مستمد من الأصالة وليس استغراقا في الماضي ، وبهذه الرؤية يتضح جليا مفهوم التجديد الدينى الحقيقى ويجب أن نوقن ونقر أنه ليس معني التجديد الدينى أن يكون حركة علمية وفكرية تعتم على الفهم البشري فقط وبعيدا عن النصوص وهذا حتما سيؤدي إلي مخالفة النصوص القطعية أوالخروج عليها ، أوتأويلها بما لايناسب مفهومها ، أو قراءة النصوص الدينية بعيدا عن دلالات الألفاظ ، والظهور اللفظي ، مما يعطي فهما مغايرا لمفاهيم النصوص ومنطوقها وهذا يؤدى للتبديد وليس للتجديد

ولأن التجديد في اللغة له معنيان ، إما بمعنى مالاعهد لك به ، وإما نقيض البلي ، فيقال شىء جديد ، والمعني الثاني هو الذي اشتق منه تجديد الدين بمفهومه الصحيح ، أما الأول فلا يصح في شأن الدين المنزل وهو عين البدعة في الدين

وقد فسر السلف التجديد في غالب أقوالهم بإحياء مااندرس من العمل بالكتاب والسنة والأمر بمقتضاهما ، وإماتة البدع وتجريد الدين منها ، فالتجديد عندهم لايعني إضافة إلي دين الله أوإلغاء ، وإنما يعني تطهير الدين الإلهي من الغبار الذي يتراكم عليه ، وتقديمه كاملا في صورته الأصلية النقية الناصعة ، لامنتقصا ، ولامزيدا ، ولامبدلا.

.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى