الأدب والشعر

مَنـــارةُ الشـَّــــرْقِ

د.بسيم عبد العظيم

د.بسيم عبد العظيم

منارةَ الشَّرقِ في عِلْمٍ وفي دينِ

نشرتَ نُورَك في شَتَّى الميادينِ

 

من ألفِ عامٍ وشَمْسُ العلمِ قد سطعتْ

فانجابَ جهلٌ بجهدٍ من ميامينِ

 

يا أزهرَ الخيرِ دُمْ للحَقِّ مُنتصرًا

وحاربِ الظُّلمَ في كل الأحايينِ

 

وارفعْ لواءَ النَّدَى والمكرماتِ على

كُلِّ البلادِ، فمِنْ تَطْوانَ للصِّينِ

 

أوفدْ رجالَكَ بالقرآنِ تنشرُه

غَضًّا نَديًّا بصَوتِ الحَقِّ يُشْجيني

 

وابعثْ وفودًا بعلمِ الدِّينِ مُعْتَدِلًا

إلى البسيطةِ في يُسْرٍ وتَبيينِ

 

فنحنُ في حاجةٍ للسِلْمِ ننشرُه

فالناسُ قدْ راعَهُمْ قَتْلٌ على الدِّينِ

 

والدِّينُ منهم بَراءٌ يا لَظُلمِهِمو

والدَّينُ دِرعٌ من الإرهابِ تَحْمِيني

 

فمَنْ يُبيحُ دَمَ الإنْسانِ يُهْدِرُه؟!

واللهُ حَرم قَتْلَ النفسِ بيقينِ

 

إلا بحقٍّ، وهذا الحَقُّ يَملِكُهُ الْـ

إمامُ أو مَنْ يَراهُ، حَقَّ تَعْيينِ

 

شيوخُك الغُرُّ خاضوا كُلَّ معركةٍ

ضِدَّ الغُزاةِ بلا خوفٍ وتَوْهينِ

 

مِنْ رامَ مِصْرَ بِضُرٍّ ذاقَ مُرَّهُمو

صَدُّوا التتارَ، كما صَدُّوا الصليبينِ

 

لا يعتدونَ على نَفْسٍ فإنْ ظُلِموا

كانوا أسودًا، وثاروا دُونَما لِينِ

 

فـ “العِزُّ” قُدْوتُهم، سُلْطانُ دَوْلَتِهِمْ

بالحقِّ ينطِقُ، ذا دأبُ السَّلاطينِ

 

صانوا كرامَتَهم، والله كرَّمهم

صاروا ملوكًا، وعاشوا كالمَساكينِ

 

فالزهدُ دَأبُهُمُ، والعِلْمُ شَأنُهُمُ

والحِلْمُ عادتُهم، مِثْلَ النَّبِيينِ

 

للصُّلْح قد عَمِلوا، للسَّلْمِ قد نشروا

فالصُّلْحُ خيرٌ، وبُرْدُ السِّلْم يُدْفيني

 

هُمْ سادةٌ نُجُبٌ، للدين قد فَقِهُوا

عاشتْ بهم مِصْرُ في أمنٍ وتحصينِ

 

والناسُ في شَرْعنا عاشوا سَواسيةً

أسنانُ مشطٍ بدتْ من غيرِ تلوينِ

 

هَذِي مبادئُنا، هَذا تعايشُنا

يرعاهُ أزهرُنا، رغْمَ الحَسُودينِ

 

تَقَبُّلُ الآخرين فَرْعٌ من سَجِيَّتهم

فالكُلُّ من آدمٍ والأصْلُ من طِينِ

 

هَذِي مُواطَنةٌ تَلْقَى رِعايتَهم

هُمْ والنَّصارى سَواءٌ دون تَعْيينِ

 

“بابا” النَّصارى وشَيخُ الأزْهَرِ الْتَقَيا

على الإخاءِ بِمِصْرٍ دون تَزْيين

 

وقَدْ أعادوا لنا عهدًا نُبَجِّلُه

صَدُّوا الفِرِنْجَةَ عن بِنْتِ الفَراعينِ

 

“لِويسُ” يشهدُ، “نابليونُ” يتبعُه

وذا “كليبر”، راحوا كالملاعينِ

 

وعاثَتِ انجلترا في مِصْرَ مُفْسِدَةً

فثارَ شَعْبٌ على ظُلْمِ العَدُوينِ

 

وكان أزْهَرُنا زادًا لثَورتِنا

وفوقَ مِنبره القِسِّيسُ يَدْعوني

 

وفي الكنيسةِ شَيخٌ فوقَ مِنبرِها

يدعو لثَورةِ شَعْبٍ ضِد مَأفونِ

 

وفوقَ مِنْبَرِه قدْ قام “ناصِرُنا”

يُحَمِّسُ الشعبَ في سِتٍّ وخَمْسينِ

 

يا أزْهَرَ الخَيْرِ دُمْ للدِّينِ مُنتَصِرًا

وجَدِّدِ العَهْدَ في عِزٍ وتمكينِ

 

تَهْنيكَ مِئْذَنَةٌ عَزَّ النَّظِيرُ لها

منارةُ الحَق حتى ساعةِ الدِّينِ

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى