“عبثية الحياة “في لوحة الفنانة التشكيلية “فاطمة الزهراء حاجي “

يقول الرسام الكبير مايكل أنجلو: “إن الفنان يكون خياله نشطا ولذلك لا يختلف عمله عن تفكيره إلا قليلا لكنه لو عرف كيف ينشط خياله لأنتج فناً رائعا” ولقد اعتبر الشاعر الفرنسي الكبير”بودلير” والذي يتصف بالكثير من الحصانة والدقة العلمية أن الخيال الأساس في أي إبداع وخصوصا في مجال الفنون التشكيلية، إذ يقول: “الصفة الأساسية التي يتصف بها الرسام الفنان هي ليست المشاهدة بل الخيال فالخيال في الفنون الجميلة تحديدا هو سيد الملكات وهو الذي يحلل العناصر التي يشاهدها من خلال الحواس والعقل ، ثم يعيد تشكيلها كما تتراءى له…” ومن هذه الزاوية فإن رسم الفنانة
في هذه اللوحة أخذ بعدا روحيا عن الحياة فلقد رأت الحياة بعين متداخلة متناغمة تحمل الغموض والوضوح بكل التناقضات التي نعيشها نعم تقول الفنانة “وكنت اسبح في اعماق روحي وابحث في المسارات على الطمأنينة والراحة والحب والسلام الداخلي “هذه هي “لوحة عين الحياة “تعانق فيها الماضي بالحاضر ابتداء من أداوات العمل في هذه اللوحة التي كلها من المواد القابلة للتدوير كل ما في هذه اللوحة يقول لك أن البحث عن الحقيقة يبدأ برؤية الحياة كما هي
بمصداقية الانسان البسيط المحب الفنان في ريشته وقلمه ونقاء قلبه والمفارقة ليست في درجات الألوان وشفافية الخيوط فيها فقط وانما في عبثية الحياة نفسها فإن رأيتها بعين واحدة رأتك بعيون كثيرة وغريبة فهل نبلغ الحقيقة برؤية العين أو بالفكر ؟