الـــــشــــيــــخ الأكـــــــبــــــر


الشاعر :مصطفي محمد كردى
دَع عـنكَ مُحيي الدّينِ لستَ بنِدِّهِ
وأحـفظ لـوجهِكَ مـاءَهُ مـن نَـقدِهِ
واعـلـم بـأنّـكَ لا تـسـاوي قـطـرةً
مــن بـحرِ عـلمٍ مُـغرقٍ فـي حَـدِّهِ
عـلمٍ حـوى فيضَ الغيوبِ فلا تَرُم
عَـــدًّا لِـمـا تَـعـيا الـعـقولُ بـعَـدِّهِ
مـن خـاضهُ مـن غـيرِ لُطفِ عنايةٍ
أو مُـرشـدٍ كـيـف الـسّـبيلُ لــرَدِّهِ
فـانظُر إلـى أهـلِ المعانيَ هل ترى
إلا الـمُـعـظِّـمَ والـحَـمـيـدَ لــقَـدِّهِ
و دَعِ الـذيـن أسـتَـوعروا فـتعلَّلوا
فـالعجزُ يـشهدُ عـجزَهم عـن هَدِّهِ
مـا ضَـرَّهُ عـجزُ الـفُهومِ ولـم يـقُل
اقــرأ كـتـابيَ بــل نـهـاكَ بـضِـدِّهِ
هـذه الـعلومُ لـمن يـغوصُ بـسِرِّهِ
فــي بـحـرِ حــقٍّ مَــدُّهُ مـن مَـدِّهِ
يَـجِـدُ الـهـباتِ بـفـتحهِ لا فـكـرهِ
والـفـكرُ لا يـأتـي الـهـباتِ بـجِـدِّهِ
هي رَشحُ بحرِ الذّاتِ في أسرارِهم
فــإذا بــدت كـالـحُبِّ بـانَ بـخَدِّهِ
حاشا يدنّسُ صفوَها حَرفُ السِّوى
فـاقرأ بـذَوقِ الـرّوحِ صفوةَ قَصدِهِ
مــن لــم يَـشَـمَّ الـوردَ يـومًا مـرّةً
لــم يُـغـنهِ مــا قــد يُـقالُ بـوَردِهِ
هـي دعـوةٌ للذوقِ في زمنِ الهوى
والــذّوقُ أن يـفـنى الـفـؤادُ بـوِدِّهِ