الحنين للغائبين.. نافذة على الماضي


الكاتبة:وجنات ولي
ولطالما كان الشوق والحنين لأولئك الغائبين متعب ومرهق للقلب ،هناك من رحل بحجة الظروف ،وهناك من رحل بكامل إرادته ورغبته ودون تأثير خارجي ،وهناك من أفنينا أعمارنا من أجل بقائهم بجوارنا ولكن لا محالة ،حين أصروا على أن يبتعدو،وغيرهم تهشمت قلوبنا بعد رحيلهم وحين غيابهم وقت ماانتزعهم الموت من بين أيدينا دون رغبة منا ،ولكن مشيئة الله تنفذ في كل الأحوال ،ويبقى ذلك الحنين الذي يباغتنا مابين حين وحين يرهق قلوبنا ،ويبقى الأكثر ايلأم للغائبين الذين فارقونا إلى عالم لايمكن التلاقي فيه ،اما الغائبين عنوة وبملئ إرادتهم هؤلاء لايحق لنا أن نحن ونشتاق إليهم حتى لو أحببناهم بعمق و بكل مافينا وينبغي علينا إنتزاعهم من داخلنا عدا ذلك يظل الحنين إليهم مستمرآحتى لو توالت السنين ومضى بنا قطار العمر فلا بد أن نركب قطار المشاعر والحنين إليهم ويجولون خواطرنا وقلوبنا ونبتسم بمجرد أن يمر سنا طيفهم في مخيلتنا ونبتسم تلك الإبتسامة وكأنها الأولى ،أحسنوا ذكراكم وأجعلوها أجمل ماتستعبد به قلوب الآخرين حتى تكون تلك الذكريات التي يفوح عبق أثرها في ذكريات جميلة سطرت في عقلك ،وأما أولئك الراحلين بقسوة انتزع لهم كل ذكرئ من ذكرياتهم وأتركها على رف النسيان، هم لايستحقون البقاء حتى لو في مخيلتك ،وأجعل الذكريات القديمة داخلك مخبئة تحن إليها وتملاء قلبك سعادة وفرح مابين الحين والحين وكلما مرت بك السنين استعيد ذكرياتك بحنين ، للغائبين الذين طوتهم الأيام والسنين.