المهرجان الدولي للثقافة والفنون في دورة خاصّة بالشاعر بيرم التونسي.


صديقة التستورى _ تونس
انطلقت الاستعدادات حثيثة لاحتضان الدورة الأولى للمهرجان الدولي للثقافة والفنون في دورة خاصّة بالشاعر الكبير.
حيث أن مهرجان دولي في دورة خاصة بالشاعر الكبير محمود بيرم التونسي تنظمه جمعية حسّ الثقافية والتنشيطية والفنيّة برئاسة رئيسة الجمعية السيّدة لمياء بالشيخ إبراهيم وإدارة الأستاذ لطفي عبد الواحد بالشراكة مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بولاية نابل زهرة المتوسّط من26 إلى 28 أفريل 2024 في واحد من أفخر النزل السياحية في الجهة.
والمهرجان ينتظم في دورتين دورة أولى في تونس بلد الأجداد ودورة ثانية في مصر بلد الميلاد والمنشأ احتفالا برمز عظيم من رموز الأدب. .
هذا المهرجان حدث ثقافي بارز على الساحة الثقافية والادبية في تونس ومصر وكافة بلدان العالم العربي.
و نشير إلى أنّ هناك اتفاقية شراكة وتعاون سيتم ابرامها مع أحد المهرجانات الكبرى وهو المهرجان الذي يترأسه الشاعر المصري أحمد قنديل في إطار التعاون والتبادل بين المهرجانين والبلدين الشقيقين في هذا المجال.
محمود بيرم التونسي شاعر الأوطان
محمود بيرم التونسي اديب كبير وشاعر عظيم من اصل تونسي ولد في سنة 1863 في مدينة الاسكندرية لأب هاجر الى مصر واستقر بها وقد كانت وفاة هذا العلم من أعلام الثقافة والأدب في سنة 1961 بعدسنة من تكريمه من طرف الرئيس المصري جمال عبد الناصر وحصوله على جائزة الدولة التقديرية. عاش بيرم التونسي حياته بين مصر وتونس وفرنسا وكان السبب الرئيسي لابعاده عن مصر اكثر من مرة انتقاده للحاكمين وسلط الانتداب الانقليزي باسلوبه الحادّ والساخر وعانى حيثما حلّ الكثير من العسر والمعاناة ولكنه قاوم بكل ما اوتي من قوّة واستطاع ان يصبح من كبار ادباء مصر وشعرائها ومن كبار شعراء الاغنية العامية بقصائده التي غنّاها كبار الاغنية المصرية وقد اشتهر بيرم
بالاضافة الى هذا بقصيدته عن المجلس البلدي وفيها انتقد المجلس البلدي في مدينة الاسكندرية في فترة الحكم الملكي والاستعمار الانقليزي الذي اثقل كاهله وكاهل المصريين بكثرة الاتاوات والضرائب وعاقبه بالحجر على بيته وهي قصيدة ساخرة سبّبت له متاعب جمة ونفيا الى أرض اجداده عقابا له وهي القصيدة التي حوّلت مجرى حياته وكانت سببا مباشرا في تحوّله الى الادب والصحافة ونيل الشهرة..وفي الفترة التي قضّاها بيرم التونسي في تونس كان له نشاط حثيث واتصالات عديدة بأدبائها الكبار وخاصة جماعةتحت السور وكان له الحضور المشرّف والمشرق رغم ما لقيه من مضايقات من السلط الاستعمارية الفرنسية..ولئن وجد محمود بيرم التونسي في اخر حياته الرعاية والعناية في مصرالتي ولد فيها ونشأ ونظمت له الاحتفالات بمناسبة ذكرى وفاته إلا أنّ هذا الشاعر الذي أحبّ تونس واقام فيها لم يزل الى الان لا يلقى الاحتفاء به من ابناء بلادنا ولم تفكّر وزارة الشؤون الثقافية ومؤسساتها وجمعياتنا في تنظيم تظاهرة كبرى للتعريف به وابراز أعماله وفضله ..
وتقديرا لهذا الاديب المصري التونسي الخالد.
قصيدته الطريفة والمشهورة التي انتقد فيها المجلس البلدي لعلّ فيها ما يدعو للاعتبار
وفي ما يلي هذه القصيدة :
قصيدة : المجلس البلدي
قد أوقع القلب في الاشجان والكمدِ
هوى حبيب يُسمّى المجلس البلدي
أمشي وأكتم أنفاسي مخافة أن
يعدّها عامل للمجلس البلدي
ما شرّد النوم عن جفني القريح سوي
طيف الخيال خيال المجلس البلدي
إذا الرغيف أتى فالنصف آكله
والنصف أجعله للمجلس البلدي
وإن جلست فجنبي لست اتركه
خوف اللصوص وخوف المجلس البلدي
وما كسوت عيالي في الشتاء ولا
في الصيف إلاّ كسوت المجلس البلدي
كأنّ اّميَ بلّ اللّه تربتها
أوصت فقالت أخوك المجلس البلدي
أخشى الزواج إذا يوم الزفاف أتى
أن ينبري لعروسي المجلس البلدي
وربّما وهب الرحمان لي ولدا
في بطنها يدّعيه المجلس البلدي
أستغفر الله حتّى في الصلاة غدت
عبادتي نصفها للمجلس البلدي
يابائع الفجل بالملّيم واحدة
كم للعيال وكم للمجلس البلدي..