يسألوني هلْ ترى الريحُ؟


الكاتب : سامى رضوان
( إني رأيتُ عقولٌ احتجبتْ فما أدركتْ الفهمَ ولقدْ مررتْ بالحياةِ سنواتٍ كثيرةً فأدركتْ بطونٌ أكلتْ الدنيا وما عليها وهيَ تدركُ أنهُ لا براز في أرضِ النعيمِ إنما الواقعُ أشدَ ألما منْ الخيالِ يسألوني هلْ . . . ؟ ترى الريحُ . . . . كيفَ ؟ وقدْ شكمْ الليلِ يدي في أسنانِ الشوكِ المعلقةِ إنَ الهروبَ هوَ الوسيلةُ الوحيدةُ ولكنْ . . . ! ما الجدوى منْ ذلكَ والمدينةُ مزدحمةٌ تعجُ بالكلالْ والأيادي ما بينَ كلاليبْ مقيدةً إنَ متاهةَ هذا العالمِ المعاصرِ احتجبتْ منافذَ الفكرِ وذلكَ طابورٌ عريضٌ لخبزِ المثقفينَ ما هيَ إلا أنفاسُ هباءِ عبرَ أدراجِ الرياحِ الحربِ يا أيها السادةُ تأكلُ لا تشبعُ بلْ إنها تتشبثُ عضدَ الأرواحِ لتتركَ خلفها بؤرُ الحضيضِ لذلكَ علينا غرسُ فسائلِ القيمِ الآدميةِ حتى لا نرى الأرضُ أشباه القبورِ لقدْ نقبتْ كثيرا في عقليٍ كيْ أجدَ أداةُ مناداةٍ لهذا العالمِ ( أوقفوا الحروبُ لنمتثل جميعا للسلامِ ) ذلكَ الشراعِ الذهبيِ الذي يصارعُ أقطارَ الرياحِ كيْ تعبرَ الفلكَ إلى سبيلِ النجاةِ لقدْ نظرتْ في أعماقِ التاريخِ بحثا كيْ أجدَ منظورُ أشدَ وضوحا لهذا العالمِ الغامضِ فرأيتَ منذُ رسالةٍ ( نبيُ اللهِ موسى عليهِ السلامُ ) أنهُ ما زالَ هناكَ أطباعْ بداخلنا عقرتْ سبيلَ الفلكِ وأكتملتْ الفلكَ وكأن بها النجاةُ ( وحصدَ الطوفانُ ما حصدَ ولمْ يكنْ للعصاةِ منْ عاصمْ في أمرهمْ ) فلماذا نشردُ بعضا بعضَ؟ ونحنُ نعلمُ أنَ هذا الزخمِ البشريِ الغليظِ نباتُ هذهِ الأرضِ لتشرقَ عمارتها إنَ زيادةَ إنبعاثِ كتلةِ الضوءِ بمثابةِ تحفيزِ إحتمال الرؤيةِ فالاستجابةُ للسمعِ تقللُ منْ خطرِ الإصابةِ بعدمِ الفهمِ )
يا أيها العالمُ المزدحمُ كنَ حصيف مطاعٍ عقلكَ حينَ تنظرُ ولا تكنْ أجوف حينَ ترى كنَ جهشَ تمدُ العطاءَ لا تكنْ في منفى عنْ خبرِ فما أصابَ البلاغُ العريضُ بغيرِ مسمعِ إنَ نميمْ الزهورُ حينَ الصباحِ يبعثُ آلافُ الرسائلِ إلى هذهِ الأرضِ فلا تكنْ مبهور ببريقِ الزهورِ فقطْ بلْ أستقيَ عطرها إلى نبضِ الوريدِ كنَ وليدها تكنْ لكَ الحياةُ إنَ حمامةَ السلامِ لمْ تنمْ فوقَ صدرٍ ملتهبٍ فكيفَ للطيورِ أنْ تلدَ صغارها وسطَ الضجيجِ ( يسألوني عنْ الريحِ ولستُ بطائرٍ حتى أبلغَ عنانُ السماءِ )