الأدب والشعر

قطر الندى

رابية الاحمد.

رابية الاحمد.

قطر الندى

بينما كنت بحديقة مجاورة لمنزلي ..جلست على مقعد خشبي أتأمل تلك العصافير الجميلة …وبجانبي أزهار فاح عبيرها وكانت قطرات الندى تغمرها …وفي تلك اللحظة رأيت فتاة  كانت تجلس بالقرب مني..وكأن شيئا منها قد سقط وكانت تبحث عنه ودموعها تتساقط بغزارة فأقتربت منها وسألتهاعن ماذا تبحثين يا صديقتي ؟  فردت وقالت وهي تمسك يدي :

من أنت أيتها الطيبة أنا لا أستطيع أن أراك أنني عمياء ياسيدتي..ولكن أشعر وكأنني سعيدة

فقلت لها :  أخبريني عن ماذا تبحثين؟

وبعد صمت لبضعة دقائق قالت: أبحث عن حبات التراب التي غطت وجه أمي فأنا لا أملك شيئا..يغنيني عن حنانها فمنذ رحيلها لم أعد أرى شيئا جميلا في حياتي

فساعديني ياصديقة كي أشم رأئحة هذا التراب فلعل ريحها ترد بصري فأنا ماعدت أقوى على أن أبقى دونها  فكم ضحت بحياتها من أجل سعادتي وكم كان سريري سعيد بعناقها وكم عانت وكم سهرت  فهنيئا لثراها الذي تعطر بشذاها

فكيف أحيا دونها والجنة من تحت أقدامها وسر سعادتي رضاها فوالله ياصديقتي لن يهنأ عيشي  دون أن أراها فمتى يكون لقائناوتحضنني وأقبل يداها

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى