الحب القديم
إنه الحب الراحل الباقي .. المحفور في عمق الذاكرة
والدرك الأسفل من القلب .. الضارب بجذوره حنايا الروح والكبد .
إنها حكاية أقدار جميلة … عندما تشعر بدفء يروي حنينك
ومشاعر وذكريات ربما لن تتكرر .. أنسابت إلى ثنايا الفكر
بعدحين من الدهر وقد ملأتك نورًا ونارًا .
ارتدى الجميع ثياب النعاس
عدا جفون العين يقظانة
تتلاعب بأهدابك رياح الأسى
وتذكرت ما مضى !
أيها الحب المسكون
ما غبت عن قلبي
إنني أنزفك وحدي , وأرثيك وحدي
وأضمد فيك الجراح
نداء لغائبٍ ..
لا زالَ في رُوحي مُقِيمًا
لا يُبارِحُ خاطري
ضجيج الحنين القاسي أرهقني
في موطن الغياب البعيد
ورُغمَ المسافات .
حيث لا مفر من ذلك الحب المجنون
إذ أحتل المشاعر والكيان الداخلي
حين تشتاق إليه نفسك
في ساعةٍ متأخرةٍ من الليل ولا تكاد أن تتنفس
شوقًا وألمًا !
تصبح في حيرة من أمرك
غارقًا في محيط حزنك وتكتفي بالتأمل
وتظل تذكره إلى أبعد مدى
تتسللُ من نافذة مخيلتك لتطمئن عليه
ذلك الحب العتيق عنيد جدًّا لا يتزحزح
وكيف للحنين أن يلين!
فلأولئك البائسين ..
الذين لطالما تغنوا بالحب واللقاء والعناق
لأولئك الذين تحملوا هذا الضغط الهائل المخبوء
من الشوق وحيدين ورغم ضجيج الحنين
تنفس لتحيا..
تنفس لترحل الهموم بعيدًا
وأنشد أيقونة الحياة
تنفَّس لتَحيا الروح بداخلك
تنفس بعمق
وابدأ الحياة من جـديد
