بقايا أحاديث داخلنا


الكاتبة: جنات ولى
وماذا عن أولئك الذين امتلأ القلب بالحديث لهم ،ولم نخبرهم بذلك، ماالذي سوف كان يحدث لو أخبرناهم بما نكنه إتجاههم ،أو اننا أردنا أن ننعم بحديثهم معنا ،هم الأغلبية الصامتة في حياتنا ،أجبرنا على البعد عنهم بأسلوبهم الغير محبب إلينا أو سلوكهم المؤذي لقلوبنا ،هم معنا ولكن قررنا الإبتعاد عنهم حفاظ على داخلنا وأنفسنا من عدم تسلطهم علينا ،تتعبني وترعبني جدا فكرة أن جميع مايدور داخلك لأشخاص عجزت أن اتشرح لهم مدى حبك لهم ,وآخرون مدى إيلامهم لقلبك وقد يرعبك أن تموت وبداخلك كل تلك العبارات المؤرشفة الغير قابلة للحديث معهم ،والتي تحاول أن تطويها داخلك كطي الورق ،فما الواقع إلا تلك الأمنيات التي اودعتها قلبك وخيالك ،مجرد أنك لم تعد قادر على أن تعاتب أحد إلا بطريقة صمتك الداخلي وانك لم تعد قادرا عن الحديث او المواجهة معه ،وأن تكتفي فقط بنظرات شاردة ،أو على هيئة سكوت ،أو إبتسامة ساخرة على هيئة عتب ،هنا تتيقن بأنك بلغت أعلى مراحل التبلد الحسي ، وان كل مايحدث بعد ذلك يندرج في قائمة عدم الا مبالاة ،وانك مترقب لكل مايحدث بصمت عجزت أن تبوح به وبقي بثرثرة داخلية بينك وبين قلبك ،وقد تجد إجابة عن كل ذلك بأنه هو من أغلق طريق الحياة بينكم عنوة دون تردد او خوف فيطمئن قلبك بعد ذلك .