قـــــــصــــــة الــــبـــخـــيـــل


الشاعر :مصطفي محمد كردى
شـخصٌ بـخيلٌ لـهُ مـالٌ بـلا عددٍ
والـحالُ في البُخلا عيشٌ بهِ تَرَفُ
قـد خافَ من أهلهِ صَرفًا بعَيشِهِمُ
والخوفُ من شأنهِ تأتي بهِ الطُّرَفُ
فـقامَ مـن لـيلهِ فـي حـملِ راحلةٍ
وسـارَ دونَ هدىً يمشي وينعطفُ
وخـبّـأَ الـمالَ فـي أرضٍ بـلا عَـلَمٍ
خـوفًا عـليهِ يُـرى لمحًا وينكشفُ
لـكـنّهُ نـسـيَ الأمـوالَ مـن حُـمُقٍ
ولـم يَـعُدْ ذاكـرًا أرضًـا فـيكتشفُ
وطـالَ بـحثٌ لـهُ مـن دونِـما أملٍ
وزادَ مـن قـلقٍ يـحدو بـهِ الأسَـفُ
وفـجـأةً لَـمَـعَتْ فــي فـكرهِ فِـكَرٌ
فـجاءَ فـي عَـجَلٍ يبكي ويرتجفُ
يـشـكو لـشُرطَتِهِ مـمّا جـرى ألـمًا
كــأنّـهُ مـجـرمٌ والـمَـرءُ يـقـترفُ
يـرجو مَـعونَتَهم في كشفِ مخبأهِ
فـإنّهم شُـرطَةٌ إنْ فَـتّشوا عَـرَفوا
قـالوا لـهُ قـل لـنا كيفَ السّبيلُ لنا
فـالأمرُ فـي هذهِ الأحوالِ يختلفُ
فـقالَ فـي لهفةِ الملهوفِ من قَلَقٍ
هـيّا اضـربوني لـعلي عنهُ اعترفُ