شــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوق


الشاعر :مصطفي محمد كردى
يـطيبُ الـشوقُ فـي قلبِ المعنّى
إذا مـــا الــحـبُّ داعــبَـهُ الـغِـيابُ
فيرقصُ في الهوى ويصيرُ روحًا
ويـنـسـى مـــن ثُـمـالَـتهِ الإيـــابُ
وكـم ذهـبَ الـسؤالُ بنفسِ صَبٍّ
فـمـا رجـعـت ولا رجــعَ الـجوابُ
أعـيـشُ عـلـى فُـتاتٍ مـن حـنينٍ
و أجــمــعـهُ فــيـأكـلـهُ الـــغــرابُ
كـأني في صحارى الحبِّ أمضي
ومــاءُ الـشـوقِ يـرسـمهُ الـسرابُ
وحـيـدٌ فــي زحـامِ الـعمرِ عـمري
وقــــد ولّـــى بـزهـرتـهِ الـشـبـابُ
شــربـنـا خــمــرَهُ يــومًـا بــكـأسٍ
فـمالَ الـكأسُ وانـسكبَ الـشرابُ
فـهـل أبـقـى سـجـينًا فــي زمـانٍ
مــع الأوهــامِ إن هـربَ الـصوابُ
فــــؤادي عــاكـفٌ بــجـوارِ طَـــلٍّ
ويــرعـى فــي مـضـاربهِ الـيَـبابُ
يـــرى ذكــرى فـيـحضنُها بـأنـسٍ
كــعـمـرانٍ و يـسـكـنـهُ الــخــرابُ
ويـسـرحُ فــي سـماءٍ مـن خـيالٍ
كـمـا الأطـفـالُ تَـشغلُها الـسحابُ
يُـحـسُّ بـرسـمِها تـسـري كـطيفٍ
فـيـحـلو مــن حـلاوتِـها الـعـذابُ