كأنّك الغياب


الشاعر : مكرم غصوب
“هم يسعون إلى “الحريّة” أمّا ما أتوق إليه فهو “العَلاقة”…
ابتَعِدي، ابتَعِدي عَنّي
لتقتربي منّي
ابتَعِدي عَنّي حدَّ التَّوَحُّدِ بِي…
تعالي، تعالي نلتقِ في الطّريق
ولنترك الوصول وراءَنا للآخرين
***
ضَجيجٌ في أَعماقي… وَضَبابْ
كَأنَّكِ الغِيابْ
تَسكُنينني سَرابا
حَتّى صِرتُ أَسأَلُكِ عَنّي
كَأَنَّني أَنتِ مُحَجَّبةٌ
وَأَنا الحِجابْ.
***
عَبَثًا أُحاوِلُ استِعادَةَ مَلامِحِ خُطُواتِي
وَبِها أَرتَسِمُ الطَّريقْ
الزّمَنُ أَكثَرُ عُتُوًّا مِنْ رِياحِ الصّحراءْ
اللَّحَظاتُ رِمالٌ مُتَحَرِّكةْ، تَبتَلِعُ ذاتَها
وَكُلَّ عابِرٍ إلَيها…
عَيناكِ واحةٌ سَوداءْ!
الأَسوَدُ نُورٌ بِلا ظِلّْ
الأَسوَدُ فِعلُ احتِواءْ…
***
الإشاراتُ عصافيرُ
الملامحُ شَجَر
أنتِ الغابةُ الأخيرة
وأنا بينَ الأصنامِ أَبحثُ عن إلهِ المَطَر!
ما لا يُهدَم لا يُبنى عليه
حطّمي الهيكل على جسدي
وسيري إليه…