الأدب والشعر
ما قبلَ الموتِ


الشاعر: محمد وهبه
ما قبلَ الموتِ
ضريرٌ هو
اللونُ الأبيضُ
في هذه اللحظاتِ
الشّروقُ معكوسٌ
الغروبُ في هروبٍ
الدروبُ مغلقةٌ
لا نفاذَ نحو النورِ
حصارُ فرحٍ
حصادُ قلقٍ
سطوةُ ظلامٍ
رغمَ جهودِ العينِ
وإنجازِ الرؤى
أدركَ الحزنُ
بلوغَ القاعِ
استمرّ القهرُ
بزخّاتهِ الغزيرةِ
على أنفاسِ الحياةِ
تألّقَ العهرُ
على مشهدِ الدنيا
سهرَ البكاءُ
في ليلهِ الحالكِ
نامتِ البسماتُ
على وسادةِ الجمرِ
أنقراضُ الأملِ
من إيجابيةِ الفكرِ
هكذا هو
صراخُ العمرِ
هكذا هي
نغماتُ الأسى
التي عزفَها حزنٌ
مليئةٌ بالخيباتِ
إنه ما قبلَ الموتِ
أو ربّما كان الموتُ ذاتُهُ
ومَن قال بأنّ الموتَ
الذي نعرفُهُ
هو الموتُ الحقيقيُّ
ربّما نموتُ
ونحنُ أحياءٌ
لا ندري
إنْ كنّا في الموتِ
أم على أبوابهِ نحنُ
في الحالتين
أصبحنا نشتاقُ له
كي يتغيّرَ واقعُنا
الذي أنهكَ حياتَنا وموتُنا
سلبَ منّا فرحَنا
إنه حتماً ما قبلَ الموتِ.
محمد وهبه