الضياعُ


الأديب: جميل داري
أضيعُ وهل هناكَ سوى الضياعِ
سوى حقدِ البحارِ على شراعي
وموتٍ من أقاصي الأرضِ يأتي
يفكِّرُ في اجتثاثي واقتلاعي
ويجلبُ معْهُ شذَّاذاً ليمحو
ربيعَ القلبِ أو يلوي ذراعي
لقد أكلَ الذئابُ قطيعَ حلمي
فطول العمرِ أحيا دونَ راعِ
فراشاتُ الحقولِ بلا حقولٍ
لقد صارَتْ طعاماً للأفاعي
وصارَتْ نهبَ أشرارٍ وشرٍّ
وأولادِ الشوارعِ والرّعاعِ
جميلٌ ذلكَ الأفقُ المرجَّى
وأجملُ منهُ أن يبقى اندلاعي
وأن أتشرَّبَ الأحلامَ تتْرى
لأنِّي لا أحبُّ سماعَ ناعِ
لأنِّي أعشقُ الأقمارَ جمَّاً
فلي فيها بلا حدٍّ مراعِ
بلادي يا بلادي يا بلادي
ألا تدرينَ :حبُّكِ من طباعي
فثمَّةَ في فؤادي ألفُ حبٍّ
يقيني من صداعٍ في صداعِ
ولم ينضبْ لقلبي نبعُ عشقٍ
إذا شئتَ الدَّليلَ فسلْ يراعي
هو الحبُّ الذي لا بدَّ منهُ
ولولا الحبُّ لانهارَتْ قلاعي
وحبُّ الناسِ في الدُّنيا دخيلٌ
وحبِّي من خيالي واختراعي
فطعمُ الحبِّ مختلفٌ كثيراً
ألا شتَّانَ بينَ ذُرىً وقاعِ
ولي قلبٌ وحيدٌ لا يبالي
بقلبٍ كاذبٍ خلفَ القناعِ
عصافيرُالصباحِ لهُ تغنِّي
وأحلامُ المساءِ على اتِّساعِ
على ثقةٍ بأنَّ الليلَ ماضٍ
ليسطعَ بعدَهُ حلمُ الجياعِ
سيخرجُ ألفُ طفلٍ من جبيني
وينبتُ ألفُ زهرٍ في بقاعي
أعضُّ على جراحي في انخفاضي
وألثمُ ألفَ نجمٍ في ارتفاعي
” وما للمرءِ خيرٌ في حياةٍ
إذا ما عُدَّ من سقطِ المتاعِ “