أهل العرفان


الشاعر :مصطفي محمد كردى
إذا العرفانُ أنكرَهُ غبيٌّ
فلا عجبًا فقد عُذِرَ الغباءُ
ولكنّا رأينا اليومَ جيلًا
بضاعتُهم من الجَدَلِ العُواءُ
يكذّبُ ما يراهُ بأمِّ عينٍ
ولو كانت تكلّمُهُ السّماءُ
لقد عَمِيَت عن العرفانِ عينٌ
بباطنِهم وظاهرُهم عماءُ
أيُنكَرُ مَشهَدُ العرفانِ فينا
وفينا القومُ يغمرُهم نقاءُ
لقد فُتِحَت بشِرعتِهم عيونٌ
كما فُتِحَت لباطنِهم سواءُ
فهم في النّورِ في ظهرٍ وبطنٍ
ولولاهم لما عُرِفَ الضّياءُ
رأوا ببصيرةٍ أحدًا فغابوا
وهذا في حقيقتهِ الفناءُ
لقد ذابوا وعادوا دونَ نفسٍ
ولولا اللهُ ما بقيَ البقاءُ
لقد عرفوا الحقيقةَ دونَ عقلٍ
فأينَ العقلُ إن حضرَ الصّفاءُ
هي الشّمسُ المنيرةُ ليسَ إلّا
وما دونَ الظّهورِ لهُ الخفاءُ
فمن عَمِيَت بصيرتهُ بداءٍ
بدونِ الذّكرِ ليسَ لهُ دواءُ
ومن يَكِد الولايةَ في عداءٍ
سيلحقهُ ويقتلُهُ الشّقاءُ
ومن يأتِ الأكابرَ في خضوعٍ
يَجِد فتحًا ويُدرِكْهُ الشّفاءُ