شخصية مميزة في سطور..الشيخ مصطفى عثمان حسن النعمان .
الشيخ مصطفى عثمان حسن النعمان،واحد من أشهر مؤذني المسجد النبوي الشريف عبر النصف قرن الآخير ، حيث عين بأمر من الملك سعود بن عبد العزيز 1378 مؤذنا لمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وتولى منذ ذلك الزمن رفع النداء عبر «مكبرية» المسجد الشريف، وإيقاظ الناس لصلاة الفجر بصوته المميز لمدة 56 عامًا.
المؤذن «الريس» مصطفى النعمان،كما كان يطلق عليه زملاؤه من المؤذنين، ولد في المدينة المنورة عام 1353هـ، وحصل من مدارسها على الشهادة الابتدائية، وكان آخر أذان له في جمادى الآخرة لصلاة المغرب من العام 1434هـ ، ويعتبر من أقدم المؤذنين في المسجد النبوي .
عرف بتواضعه وحسن خلقه وهدوء طبعه وحكمته .
ما سبب تسمية المؤذن مصطفى النعمان بوصف (الريّس)؟
• يطلق لقب الريّس عادة على المؤذنين في المسجد النبوي الشريف الذين تشرفوا وصعدوا إلى المئذنة الرئيسة، ورفعوا الأذان منها، وفق تقليد عريق يمتد لقرون من الزمن، ونسبة “الريس” إلى المئذنة الرئيسة التاريخية في المسجد النبوي الشريف، والتي عمرها الأشرف قتباي عام 886هـ، وليس كل من تعين مؤذنا في المسجد النبوي يلقب بـ (الريّس)، وحظي بهذا التشريف مئات المؤذنين، وكان الريّس/ مصطفى النعمان رحمه الله من الرؤساء الذين صعدوا إلى المئذنة الرئيسة، وتشرفوا برفع نداء الحق منها، مع من تبقى من الأحياء من الرؤساء المؤذنين الحاليين أطال الله في أعمارهم .
ولأنه ربى أبناءه الخمسة تربية صالحة ومنهم من ورث منه ذات الخصال مثال ابنه «محمد» الذي أصبح مؤذنًا لمسجد قباء إضافة لعمله مستشار سمو أمير منطقة المدينة المنورة ومدير عام مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، و«ممدوح» الذي يعمل في البنك السعودي للادخار والتسليف، و«عثمان» يحضر مرحلة الدكتوراة من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، و«وليد» رجل أعمال ومتقاعد من إمارة منطقة المدينة المنورة.
كان إقرار شرف الأذان في السابق عن طريق توريثه للأبناء المؤهلين، حيث يتعاهد أبناء المؤذنين منذ صغرهم الاهتمام والتدرب على الأذان المدني، وطريقة أدائه، ومعرفة أحكامه الشرعية، وكان المؤذنون يصطحبون أبناءهم منذ الصغر إلى المآذن والمكبرية، ولذا تجد بعض المؤذنين ممن تشرف برفع الأذان في فترة مبكرة وعمره 15 عاما، وقد برز عدد كبير من آل نعمان تشرفوا برفع الأذان من رحاب المسجد النبوي الشريف طيلة عقود ممتدة، ومن أبرزهم:
الريّس/ محمد سعيد نعمان شيخ طائفة المؤذنين سابقاً، الريّس/ عثمان حسن النعمان، الريس/ محمود بن محمد النعمان، الريّس/ عبد الملك محمد سعيد نعمان، الريّس مصطفى بن عثمان النعمان، الريّس/ عبدالله أبو الخير النعمان، الريّس/ غازي محمود النعمان، الريّس/ فؤاد عبد القادر النعمان، وغيرهم من آل نعمان رحمهم الله جميعاً، ومن الحاليين المؤذن/فيصل بن عبد الملك النعمان حفظه الله، حيث تعاقبت هذه الأسرة – كمثيلاتها من أُسَر المدينة – على صعود أبنائها مآذن المسجد النبوي الشريف، والمكبرية في الروضة الشريفة، والتشرّف برفع الأذان والتبليغ خلف الإمام والتكبير في مواسم الأعياد، ولازالت هذه الأسرة المباركة تخرج من أبنائها العديد من المؤذنين ممن نهلوا من آبائهم حب شعيرة الأذان والتشرّف بها.
وافت الشيخ النعمان المنية عن عمر يناهز 81 عامًا، وانتقل إلى رحمة الله تعالى قبيل مغرب يوم الأربعاء 15 رمضان 1434هـ، وتوفي إثر إصابته بأزمة قلبية، وشيعه مئات الآلاف من المصلين فجر الخميس في الحرم النبوي الشريف، ودفن في مقابر بقيع الغرقد.