شخصية مميزة في سطور..مؤذن المسجد النبوي الشريف الشيخ حسين عفيفي – رحمه الله – 

الشيخ حسين عفيفي صاحب الصوت الشجي ، و الأداء الرائع في رفع الأذان ، اشتهر بأخلاقه النبيلة التي أكسبته محبة الجميع، كما عُرف بالتقوى والصلاح.

وُلد الشيخ حسين عفيفي في المدينة المنوّرة في 1358هـ، وتمّ تعيينه مؤذناً في المسجد النبوي الشريف في 1400هـ، حتى تعرّض للمرض الذي غيّبه عن عمله منذ أشهر عدة، قبل أن يوافيه الأجل المحتوم، وشُيع الفقيد بعد الصلاة عليه في المسجد النبوي الشريف، ودُفن في البقيع.

 

كان أحد أشهر مؤذني المسجد النبوي الشريف،

في المدينة المنوّرة

فقد ظل الشيخ حسين حمزة عفيفي، يصدح بصوته العذب من مكبرية الحرم النبوي لأكثر من 30 عاماً، وكان من المؤذنين المتميزين الذين يُشار إليهم بالبنان، منذ أن تمّ تعيينه مؤذناً بالمسجد النبوي الشريف في 1400هـ. ويتحدر الفقيد من إحدى أعرق الأسر الحجازية التي عُرفت في المدينة، حيث وُلد الشيخ حسين عفيفي في المدينة المنوّرة وتعلَّم في مدارسها، فيما وقع عليه الاختيار مؤذناً في المسجد النبوي الشريف في 1400هـ.

 

عدد من معارف الشيخ حسين عفيفي وزملائه عندما يتحدثون عن بعض مناقبه، فإنهم يشيرون إلى تلك المساحة الإنسانية والقلب الكبير لعفيفي، حيث يقولون عنه: “كان من أحسن الناس أخلاقاً وتعاملاً، حليماً لا يغضب، وحبيباً يُحسن إلى الناس ويتودّد إليهم، رقيق القلب، شجي الصوت بالأذان”. ويؤكدون أنه كان بشوش الوجه مُحبّاً للناس، مسالماً، وحافظاً للسانه، لا يذكر أحداً بسوء. وحسين عفيفي من أقدم مؤذني الحرم النبوي، وتتذكر أجيال متعاقبة صوت عفيفي الذي كان يرتفع عبر الفضائيات والشاشات ليبلغ الآفاق بطراوة ونداوة وعذوبة.

 

وتأتي وفاة المؤذن عفيفي، عقب أن ودّعت مكبرية المسجد النبوي الشريف، الشيخ عبد العزيز بخاري، حيث كان كل من بخاري وعفيفي من الأسماء اللامعة في سماء الأذان من المسجد النبوي ومن المشهود لهما بحُسن الأداء وعذوبة الصوت.

 

وكان عفيفي مواظباً على الحضور للمسجد النبوي حتى بعد أن دهمه المرض الذي اضطره في كثير من الأحيان إلى الحضور على كرسي، وظل على ذلك حتى تُوفي في 26 / 2 / 2012 م ودُفن في البقيع.

 

لا ننسى أن المدينة المنورة اشتهرت بالأذان المدني الذي يمتاز بجمال الصوت بالشجن والتبحير، وهي مهارة ترتبط بطريقة الأداء أثناء الأذان والتي يمتاز بها مؤذنو المسجد النبوي الشريف عن غيرهم في العالم الإسلامي .

 

وتتنوع المقامات في الأذان لكل وقت صلاة، فيختار المؤذن بين مقامي الحجاز والبياتي، لصلاتي الظهر والعصر وأذان العشاء بين مقامي البياتي والحجاز وعادة ما يكون أذان المغرب مختصرا والفجر بمقام البيات.

 

و هناك تبليغا خاصا فيما يتعلق بمناسبات العيد، يبلغ فيه المؤذن خلف الإمام، وإذا ما كان الجو غائما أو ماطرا يبرز مقام في الأذان والتبليغ يسمى (المايا أو الماهور) يستعمل أثناء وجود غيم ومطر، وهو يضفي نوعا من التغيير.

 

وعن سر توريث المؤذنين لأبنائهم،كان في السابق يتم توريثه للأبناء، حيث يرتبط أبناؤهم منذ فترة مبكرة بالاهتمام والعناية بالأذان ومعرفة أحكامه الشرعية وتعلم الأبناء أداء الأذان المدني، حيث كان أغلب المؤذنين يصطحبون أبناءهم منذ الصغر، ولذا تجد بعض المؤذنين ممن تشرف برفع الأذان في فترة مبكرة وعمره 15 عاما.

 

تميزت بعض الأسر بجمال الصوت والأداء، بينهم عائلة آل البخاري، وكذلك عائلة الحكيم، والنعمان وعائلة النجدي والديولي، والخاشقجي والعفيفي وغيرهم.

حيث تعاقبت هذه الأسر على صعود أبنائها منارات الحرم النبوي ومكبريتها في الروضة الشريفة برفع النداء والتبليغ خلف الإمام والتكبيرات في الأعياد بالحرم النبوي الشريف.

 

من السنة للمؤمن إذا سمع الأذان أن يجيب المؤذن، وأن يقول كما يقول المؤذن كما أمر به النبي عليه الصلاة والسلام، قال عليه الصلاة والسلام:

إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا علي فإنه من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى