الكاتبة/وجنات صالح ولي
ومع مرور الأيام والسنين تردد داخلك سبحان من كان قادرآ على أن يطفئ داخلنا ذلك التوهج والحب لهم ،ذلك الشعور الذي استعمرنا وتملكنا وكيف أخمد ذلك التوهج في المشاعر لهم وكيف أصبحت تعيش حياتك بنصف الشعور نحوهم ،وألغيت تلك العواطف الحسية نحوهم ، وتسنى لك إلغاء حضورهم من حياتك ،ولم تعتبر بأن تلك المرحلة التي مررت بها معهم ماهي إلا وقت مضى من عمرك وانتهى، ولكن الحقيقة هو وقت أقتطع من عمرك وعافيتك وجزء من عواطفك وتفكيرك ،من شيء استغل وأشغل تلك المساحة دون قيود وحبسك في عزلة مع أحاديث لن تجدي لك نفع وثرثرات مع ذاتك وملامة لقلبك وكيف أحببته وأغرقته بذلك الشعور ،ومع حديث يتكرر لن يجدي نفع منه وبعد عناء مما يشعر به وجلد لذاته يأتي بقرار صارم ،وهو أن ينتزعه من داخله بقسوة حتى يستريح من عناء مايشعر به ويؤلمه ،بعد ماتيقن بأن بقاء تلك المشاعر والأحاسيس له غير مجدية وستظل متعبة له باقي الأيام وأدرك بأن إختصار الشعور ينهي الحب ،وأن عمق المسافة يلغى بالتجاهل والاكتفاء بالنفس ويدرك بأن الأكتفاء بالنفس جميل جدا والاحتفاظ بتدليل المشاعر لشخصك أنت ،وأنه يتوجب عليك الرحيل بمشاعرك عنهم ،قبل أن ترحل روحك أكثر عنهم ،رفق بقلبك فلم يعد هناك متسع للعواطف التي قد تسكنك من جديد ،وهي مجرد مشاعر قديمة اجمع قوتك وأطفئ ماتبقى منها ،واجعل باقي توهجك يشع داخلك بأمل متجدد لروحك الجميلة التي تشرق أملآ لباقي أيامك التي تكون خالية من جلد الذات وأبحر مع نفسك في أجمل سيمفونية تعشقها وحينها تعرف أنها كانت أجمل رحلة في إحتضان الذات بعد إطفاء توهج مشاعرهم داخلك وانت راضي عن نفسك تمام الرضى ،وحتى تعتاد بانك لن تهتم بهم ولن تشعر بألمهم أو مرضهم وسيصبحون مهمشين في حياتك قوي قلبك أكثر .
