عالم أرواح شاكر العقيد* *سر العائلة الملعونة


بقلم *سميرالشحيمي*
الفصل الرابع
تحية العلم بطابور الصباح المدرسي ومن بعد إنتهاء الإذاعة المدرسية يتوجه الطلاب إلى فصولهم وبعد مرور الوقت الدراسي لبعض الحصص خرج الطلاب إلى الإستراحه ،الأستاذ وائل في غرفة المدرسين يشرب الشاي ويتبادل أطراف الحديث مع المعلمين فدخل عليهم ياسين وتوجه إلى وائل وقال له: أستاذ وائل ممكن أن تفتح لي حافظة الطعام لم أستطع فتحها
وائل : ممكن لما لا؛ ففتحها ثم ناوله إياها وشكره وخرج من الغرفة فقال أحد الأساتذه : يبدوا أن ياسين متعلق بك
وائل: إنه طالب خلوق وهادئ
تحدث الآخر : نعم ورأينا أيضا الإنسجام الجميل بينك وبين الأستاذه نادين في الحديقة
وائل: بيننا فقط زمالة عمل لا أكثر ولا أقل
الأستاذ فاروق: هذا لاشك فيه ونحن لا نتهمك بشئ لكن لا تتعمق كثيراً معها
وائل ينهض بغضب: ماذا دهاكم سوف أخرج لا أريد النقاش بهذا الموضوع
أمسك يده فاروق وقال له : إهداء يا أستاذ وائل إجلس الذي نقصده نحن من سكان هذه المدينة ونعلم كل شيء عن سكانها بالمختصر المفيد إن عائلة نادين غير عاديه
وائل :أخبرتكم لا أريد النقاش بهذا الموضوع؛ فخرج وائل من غرفة المدرسين فقال أحد الأساتذه لفاروق: يجب أن نخبره
فاروق: مع الوقت سيعرف كل شئ بنفسه
وفي نهاية اليوم الدراسي خرج المدرسين والطلاب من المدرسه وكان آخر الخارجين وائل وحسام ورأى وائل نادين وأخيها ياسين يقفون ينتظرون السياره التي توصلهم توجه إليها وائل قائلا: يبدو أن السائق لم يأتي إلى الآن
نادين: نعم لقد قال لي بالصباح إن السياره تحتاج إلى صيانه وإنه سيتأخر
وائل : هل ستقفون بالحر؟
نادين :لا بأس سوف يأتي
وائل: سوف أوصلكم
نادين : لكن…. يقاطعها وائل :بدون لكن وذهب يحضر سيارة أجرة وأشار لحسام بالذهاب
وصلت سيارة الأجرة وركب وائل بالمقعد الأمامي ونادين وياسين بالخلف وانطلقت سيارة الأجرة لخارج المدينة بمسافة خمسة كيلو متر يوجد مزرعة على تل بها بوابة وداخلها زراعه وأشجار خظراء وتتوقف سيارة الأجرة على بوابة المزرعة وقالت نادين :نعيش هنا
وائل : مزرعتكم كبيرة وجميلة
نادين : نعم إن أبي يعتني بها جيداً؛ ثم نزلت هيه وياسين وشكرت وائل على التوصيله غادرت سيارة الأجرة المكان ووصل وائل إلى البنايه وحاسب صاحب سيارة الأجرة وصعد إلى شقته يرتاح وفي المساء رن جرس الشقة فتح الباب إنه الحارس العم مصطفى : مساء الخير يا أستاذ وائل آسف على الإزعاج بس صاحب سيارة الأجرة اللي أوصلتك اليوم أحضر هذا الهاتف ويقول إنك نسيته معه
أخذ وائل الهاتف وشكر العم مصطفى وأغلق الباب وقال إنه هاتف نادين يبدوا إنها لم تذكره عندما وصلت إلى بيتها فكر قليلاً وقرر إيصال الهاتف لها فدخل وائل يرتدي ملابسه وخرج من البناية ووجد أحد أصحاب سيارات الأجرة يقف يتحدث مع العم مصطفى ويشرب معه الشاي فطلب منه ليوصله فوافق وركب معه وانطلق ووصل إلى مزرعة نادين فنزل وائل وطلب من السائق أن ينتظره فدخل إلى المزرعه ومشى بالممر كانت تحفها الأشجار من كل جهة وزهور كانت الإضاءة خفيفة وعلى عتمة الليل لا توضح الرؤية كثيراً فجأه صوت بين الأشجار وقف وائل وقلبه يدق بقوه فخرج كلب يكشر عن أنيابه شكله أقرب من الذئاب رجع وائل خطوة للخلف والكلب يقترب منه وائل ينظر إلى باب منزل نادين يفكر بالجري لكن يخاف من ردة فعل الكلب وينقض عليه يقترب الكلب وهو يمزجر مكشرا عن أنيابه الحاده فجأه صوت يأتي من باب المنزل :إرجع للخلف إنه ضيف
يلتفت وائل لمصدر الصوت إنها نادين يرجع الكلب ويعتدل عن وضعية الهجوم ويخفي أنيابه ويذهب تارك وائل في ذهول تقترب منه نادين تقول وتبتسم :يبدوا أن الكلب قد أخافك كثيرآ
وائل يتصبب عرقا : لا ليس كذلك لكن لا أحبها كثيرآ بسبب موقف صار لي وأنا صغير
نادين تضحك: أها لابأس
وائل يمد يده لها: هذا هو هاتفك نسيتيه بسيارة الأجرة مساء هذا اليوم عندما أوصلتك
نادين : شكرآ لك لقد تذكرته بعدما دخلت للمنزل ولكن لا أعرف صاحب سيارة الأجرة ولا أحفظ رقم هاتفك لذلك سلمت أمري لله
وائل: فلذلك ربي يحبك فلقد أعاده صاحب سيارة الاجرة إلي وأنا الآن أعيده لك
نادين: شكراً لك
( من هذا الرجل يانادين؟) يتحدث رجل من أمام باب المنزل
نادين: إنه الأستاذ وائل يا أبي لقد أحضر لي هاتفي الذي أضعته
الأب : دعيه يدخل ليشرب فنجان قهوة
نادين تغير ملامح وجهها : لا بأس يا أبي سوف يرحل إنه مستعجل
وائل: ومن قال لك إنني مستعجل هذه فرصه لتعرف على والدك
نادين مرتبكه: لكن صاحب سيارة الأجرة في إنتظارك بالخارج
وائل: لا بأس سوف ينتظر سأدفع له مبلغ إضافي لاتقلقي
نادين مبتسمه: إذآ تفضل
فدخل إلى المنزل فألقى التحية على أبو نادين ثم خرجت أم نادين من المطبخ وألقت التحية على وائل ثم جلس على الكنبة أمامها طاولة مستطيلة الشكل ويقابله أبو نادين بكرسيه الهزاز بجانب النافذة وأمامه الشيشه ويدخنها ويخرج من فمه الدخان الكثيف وقال : أهلا بك يا أستاذ وائل لقد سمعت عنك الكثير وخصوصاً ياسين يمدحك دائماً
وائل : هذا شرف لي ياسيدي وياسين فتى ذكي
يخرج ياسين من غرفته ويذهب لإلقاء التحية على وائل ثم أحد يطرق باب المنزل تذهب الأم لتفتح الباب فتقول : ياسين أصدقائك يريدون اللعب معك
ياسين : حسناً يا أمي قولي لهم سآتي حالا
نادين : لا تتأخر لكي تنام مبكراً غدآ مدرسة
ياسين : حسناً يا أختي
فيخرج ياسين ويقول الأب : هل القهوة جاهزه يا أم نادين؟
أم نادين: سأذهب الآن كيف تحبها يا أستاذ وائل قهوتك!؟
وائل : وسط يا سيدتي
تذهب الأم للمطبخ وتذهب نادين للغرفه المقابله ويقول أبو نادين: كيف وجدت مدينتنا يا أستاذ وائل؟
وائل: إنها مدينة جميلة وهادئة وسكانها طيبون جدآ
أبو نادين : المروج الخظراء رائعة بخظرتها ونقاوة جوها لكن الناس الذين يأتون إلى هنا للإستقرار يغيرون الطابع الريفي بهذه المدينة بمصانعهم وإستغلال المساحات الخظراء بتدميرها وإقامة المصانع بها
تخرج نادين من الغرفة بيدها علبة شوكولاته وتضعها على الطاولة أمام وائل الذي قال: كلامك صحيح ولكن أنت تعلم نحن الآن في عصر الثوره الصناعية ولابد أن يكون التطور محور أي مدينة لتكون متقدمه ومنتجة وتوفر فرص عمل لسكانها
أبو نادين : لكن التطور الذي تتحدث عنه سيغير من هوية المدينة وسكانها هذا الشيء لا يرضينا نحن السكان الأصليين
تخرج الأم وتضع القهوة أمام وائل وتسكبها نادين في فنجان قهوة وتمدها لوائل وهو يقول: يبدوا أنك ياسيدي رجل عصامي ومحب وغيور لمدينتك وموروثها
أبو نادين : لقد بنيناها من تعبنا فلقد كان بها أجدادنا ومن بعدهم آبائنا ونحن ويكمل الآن أبنائنا
وائل: لن يكون هناك أي ضرر يا سيدي تأكد من ذلك
فجأه يفتح الباب ويدخل رجل وإمرأه ومعهم صبي ويلقون التحية على أبو نادين وأم نادين ونادين ويقول الأب: هذا الأستاذ وائل زميل إبنتي نادين زميل عمل هذا أخي جعفر يا أستاذ وهذه زوجته وأبنت عمنا فضيله وهذا إبنهما أنس
يمد يده جعفر ليسلم على وائل وتصافحى شعر وائل ببرودة يد جعفر كالثلج وصافحه أنس ويده كذلك بارده كالثلج
ثم جلسوا جميعا فسأل أنس : أين هوه ياسين ياعمه؟
أم نادين : لقد خرج يلعب مع أصدقائه بالحديقة الخلفيه
أنس ينهض : إذا سأذهب لألعب معهم
فخرج أنس ونهض وائل وهو ينظر لساعته : لقد تأخرت على سائق سيارة الأجرة يأذهب سعدت بلقائكم
يصافح جعفر ثم يخرج معه أبو نادين ويصافحه ويقول له: شكراً على هذه الزيارة وعلى إهتمامك بأبنائي فالجميع يحاول تجنبهم
وائل: سيدي لا داعي للقلق إن ياسين ونادين من أفضل الأشخاص الذين تعرفت عليهم
أبو نادين : شكراً لك وعلى كلامك الطيب ومعدنك الأصيل
فذهب وائل بتجاه سيارة الأجرة وعند باب المزرعه كانت تقف قطة بيضاء تنظر إلى وائل وهو يقول في نفسه: إنها نفس القطة التي أراها عند باب البناية التي بها شقتي ونفس النظرات ثم صعد إلى سيارة الأجرة وتحرك السائق وهو يقول : لقد تأخرت علي كثيرآ يا أستاذ هذا المكان مرعب لا أحد يأتي كثيراً هنا خاصة فالليل
وائل: لماذا؟
السائق: سكان المدينه يقولو إن هذه المزرعه مزرعة أشباح وأرواح
وائل: دعك من هذا كله كلام يختلقه الجميع لكي يرعبوكم
السائق: عند دخولك للمزرعه خرج كلب يجري وقبل عن تخرج بقليل مر بجانب سيارتي 3 ذئاب لقد كنت خائف جدا وأردت أن أتركك وأرحل لكن تمالكت نفسي
وائل وهو يضحك : أنا كنت بالداخل وخرجت ولم يصبني شيء وكل شيء على مايرام هيا أنطلق وسوف أعطيك مال إضافي لا تزعل
أنطلق السائق ليعيد وائل إلى منزله وهو يفكر بكلام السائق ويتحسس أصابع يده اليمنى فلقد كان يد أب نادين بارده كالثلج عندما صافحه مثل يد جعفر وأنس فسرح فكره بعيدا جدآ
وفي منزل شاكر العقيد وهو يغط في نوم عميق ويرا في منامه صديقه وائل وهو يقف في أرض قاحله جرداء والكلاب المسعوره تحيط به ثم يجري ويظهر منزل من العدم يدخله والكلاب تلحق به ثم يصعد إلى سطح المنزل ويقف على حافته والكلاب تحيط به ثم تأتي فتاة تمد يدها له وشاكر يقف تحت المنزل يصرخ على وائل بأن لا يقفز وشئ يلمس قدمه أنزل رأسه إنها قطه بيضاء تغير وجهها وأصبحت شرسه أرادت عضه في قدمه فستيقض من نومه وهو يلهث فرأى عند باب غرفة نومه ظل فتاة نهض ليتأكد ولم يجد أحد رجع لفراشه فقال شاكر بسخريه: يبدو أنه لا يحق لي أن أنام مثل البشر العاديين لابد من الإثارة
فأغمض عينيه فجأه رأى نفسه في مرج أخضر وظلام دامس ويرى صديقه وائل يقف أمام مزرعه يمد يده لشاكر شاكر يريد الذهاب بتجاهه لكن تخرج أمامه قطة بيضاء تتنظر إليه وفجأه تقفز عليه ويستيقظ شاكر وهو يتصبب عرق وينظر إلى النافذة قطه بيضاء عندما رأته ينظر إليها تحركت من مكانها هنا قال شاكر: مالذي تواجهه ياصديقي وائل وماقصة هذه القطه البيضاء
ياترى ماقصة القطه البيضاء وماقصة عائلة نادين هذا ماسنعرفه بالحلقه القادمه من *عالم أرواح شاكر العقيد*
*سر العائلة الملعونه*
يتبع….