الأدب والشعر

مجرد فكرة 

الكاتب :سمير الشحيمى

الكاتب :سمير الشحيمى

يخرج شاهد من غرفته مستعداً لذهاب إلى عمله ويجلس على طاولة الطعام حيث زوجته شروق قد أعدت الإفطار من الصباح الباكر خرجت شروق من المطبخ وقالت : صباح الخير زوجي العزيز.

شاهد: صباح الخير يا جميلتي، غريبه بالعادة تكوني قد خرجتي إلى عملك قبلي.

شروق : نعم سأذهب للعمل ولكن قد إستأذنت ساعتين من العمل لكي أتأخر.

شاهد : لماذا؟

شروق وهيه تسكب الشاي لشاهد: أريد الذهاب مع صديقتي فاتن للمول نشتري هدية عيد ميلاد لصديقتنا وداد.

شاهد وهو ينهض : إذا بالتوفيق نلتقي بالمساء.

شروق تنظر إلى شاهد وهو يشرب الشاي بسرعه وهو واقف وتقول في نفسها : إذا شرب الشاي دفعة واحده وهو حار جدآ كيف سيكون وضع الحروق بداخل حلقه؟

شاهد مقاطعا أفكار شروق : شوشو ماذا بك أين سرحتي؟

شروق تستعيد رشدها : لا شيء كنت أفكر قليلاً لا داعي أن تهتم.

شاهد : إذا إلى اللقاء.

أنطلق شاهد إلى عمله في شركة التأمين، وقادت شروق سيارتها إلى منزل صديقتها فاتن ما أن وصلت أمام منزلها حتى خرجت فاتن بسرعه وركبت السياره وانطلقى فقالت فاتن: يالك من مزعجه أن تستخدمي منبه السياره بهذه الطريقة.

شروق تضحك قائله: لابد من ذلك لكي تخرجي بسرعه لأنني أريد الإنتهاء بسرعه من هذا الأمر والعودة إلى عملي فليس لي مزاج أن أسمع نصائح من مسؤولي المتعجرف بالعمل عن أهمية الوقت وحقوق العمل.

اخرجت فاتن علبة المكياج من حقيبتها قائله : أشكر الله أنني لا أعمل وزوجي يعطيني مصروفي شهرياً.

فبدأت فاتن تضع المكياج بوجهها وعندما أخرجت قلم الإيلاينر لكي تخط بها عينيها رأتها شروق التي جلست تحدث نفسها قائلة : ماذا سيحدث لو أن ضغطت على مكابح السياره فجأة أعتقد بأن فاتن ستفقع عينها بهذا القلم بكل تأكيد، وهيه سارحه تفكر خرجت سيارة أمام شروق التي إنتبهت بآخر لحضه وابتعدت عن مسار السياره التي أتت أمامها وسقط قلم الإيلاينر من يد فاتن التي صرخت قائله: ماذا بك يا شروق انتبهي لقد كنت أفقع عيني بسبب هذه القيادة الطائشه.

شروق برتباك : أنا آسفه هو الذي خرج أمامي فجأه.

اللتقطت فاتن القلم وأكملت مكياجها وهيه تتحدث بعصبيه مع شروق.

وعند الإنتهاء من التسوق وشراء الهدية المناسبه لعيد ميلاد صديقتهن وداد، وأرجعت فاتن لمنزلها توجهت شروق لعملها وباشرت عملها في الشركة التجارية التي تعمل فيها وفي الظهيرة عادت للمنزل.

وبعد المغرب أرتدت أجمل ملابسها وتزينت وأنطلقت إلى منزل فاتن ثم إلى منزل وداد لكي يحضرن عيد الميلاد في منزلها.

وداد تلقي التحية : شروق فاتن سعيدة بحضوركن وتلبية الدعوة.

فاتن: وهل يصح أن لا نحضر عيد ميلادك أيتها المدلله.

شروق: تبدين بغاية الجمال ومتألقه كعادتك.

وداد: شكرا لكما إن فستاني من لندن هدية من زوجي وأما التسريحه والميكب برعاية الإرتست شيماء.

فاتن : شيماء دائم مبدعه بمجال المكيب وتسريحات الشعر.

وداد: لقد حضر الجميع سنبدء بالإحتفال هيا بنا.

وبدء الإحتفال بعيد الميلاد والكل يرقص ويغني حتى وصول الكعكه كانت من طابقين وبها صورة لوداد ومغطاه بالشموع وكل الحضور حملن الشعلات الصغيره المضيئه وتم إطفاء الإضائه وبدء الجميع بإنشاد كلمات العيد ميلاد (Happy birthday to you) وسرحت شروق بخيالها مرة أخرى وتحدث نفسها وهيه تنظر إلى الشموع قائله: مالذي سيحدث عندما تقع هذه الشموع على السجاد والستائر لابد وأنها سيكون هناك حريق لا يستطيع أحد السيطرة عليه وإن وقع الشمع على ملابس وداد لابد وأنها ستصبح متفحمه.

قاطع تفكيرها صوت فاتن وهيه تناديها وعادت إلى رشدها ثم قالت فاتن: أين سرحتي لقد انتهينا من إطفاء الشموع هيا نقدم الهدايا لوداد.

شروق أخرجت هديتها من حقيبتها وأعطتها لوداد وتمنت لها عيد ميلاد سعيد، تناول الجميع الكعك والطعام ثم عادت شروق لمنزلها ووجدت شاهد جالس في غرفة المعيشه وقد مسك بيده صحيفة يقرأها وبيده الأخرى سيجاره فقال لها : كيف كان عيد الميلاد؟

شروق : لقد كان جميل جدا واستمتعنا كثيرا والأهم من ذلك إن وداد سعيده جدا بهذا اليوم الجميل من حياتها.

شاهد وهو يستمر في التدخين : شي جميل وعندما يحين موعد عيد ميلادك سيكون أجمل عيد ميلاد يمر عليك يا حبيبتي.

تسمرت عين شروق على منفضة السجائر المصنوعه من الرخام وكان شاهد يطفئ سيجارته فيها وتقول في نفسها : لو أمسكت الآن منفضة السجائر وهويتو بها فوق رأس شاهد هل سينزف الكثير من الدم؟

شاهد يستمر بالحديث عن خبر بالصحيفه ولكن فكر شروق منصب على منفضة السجائر، نهضت من كرسيها وأمسكت بالمنفضه قال لها شاهد: ماذا بك اليوم لستي على مايرام كثيرة السرحان والشرود مالذي يشغل بالك؟

يحدثها وعينه لا تبتعد عن الصحيفة وقفت شروق خلفه ورفعت المنفضه فوق وبكل قوتها ضربة رأس شاهد الذي صرخ من شدة الألم ووقع غارق بدمائه.

تم نقل شاهد للمستشفى وتم وضعه بالعناية المركزة وهو في غيبوبه، وأما شروق في مكتب التحقيق بمركز الشرطة يسألها المحقق: مالذي جعلك تعتدي على زوجك بالضرب بهذه الطريقة؟

تنظر شروق بصمت إلى المحقق ثم قالت بصوت خافت : لقد كانت مجرد فكرة!!!

 

انتهت.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى