الوعي الذاتي يعني أن تفهم نفسك

يقول باولو كويلو
❞ ليست الحرية غياب الالتزامات .. انما هي القدرة على اختيار ما هو أفضل لي وإلزام نفسي به. ❝
كل شيء يبدأ بالوعي الذاتي …
ولا قيمة لشيء من دونه.
كثيرون منا يشعرون أنهم يمتلكون جوانب في شخصيتهم، أو حياتهم
لا يستطيعون فهمها،
و قد يلاحظون بعض التصرفات والتوجهات والسلوكيات التي يقومون بها مرارا، وتكرارا، على الرغم من أنها في كل مرة تقودهم إلى نتائج سلبية ،ولكنهم لا يستطيعون التوقف عنها .
ما هو الوعي بالذات؟
يعتبر الوعي الذاتي عادة الانتباه إلى الطريقة التي نفكر ،ونشعر، بها ونتصرف بناء عليها ، وبتفصيل أكبر هو البحث عن الانماط المختلفة في طرق التفكير التي نميل إليها،وكيفية ملاحظة المواقف التي نمر بها،بالإضافة إلى كيفية تفسير الأشياء لأنفسنا وفهم العالم من حولنا.
أيضاً فهم مشاعرنا الخاصة ،وأمزجتنا المتنوعة .
الوعي بالذات :
يعني الانتباه ومحاولة معرفة المزيد حول أنفسنا وذواتنا.
فوائد الوعي بالذات :
– بناء علاقات أفضل :
من الصعب أن تحدد ما تريد الحصول عليه، وما تحتاجه في علاقة معينة،
ما لم تكن واضحا
بخصوص هذه الأمور بينك وبين نفسك.
كلما كان وعيك بذاتك متدنيا،أصبح من السهل عليك أن تكون دفاعيا أكثر ،في تعاملك مع الغير.
إذا كنت تريد بناء علاقات أفضل مع زملائك، أو أصدقائك، أو شريك حياتك، ابدأ بالتعرف على ذاتك اولا .
– تحسين المزاج :
يعتمد مزاجنا واختلاف مشاعرنا من وقت لآخر اعتمادا كبيرا على قرارنا الشخصي، بكيفية التفكير
أو التصرف ، وحينما نحسن وعينا بالعلاقات المتبادلة بين (أفكارنا وتصرفاتنا ومشاعرنا )سيصبح من السهل للغاية التحكم في هذه المشاعر وتنظيمها مما يؤدي بلا شك إلى تحسين المزاج .
– تطوير مهارات اتخاذ القرارات :
تأتي القرارات السيئة في غالب الأحيان نتيجة للأفكار المتضاربة وردات الفعل العاطفية القوية،لذا
عندما نصبح أكثر وعيا بأنماط تفكيرنا ،ومشاعرنا،
سيصبح في وسعنا التمييز بين الرغبات الفجائية السريعة ،وبين القيم، والأهداف طويلة الأمد.
حينما ندرك هذا الأمر
سنصبح أكثر قدرة على اتخاذ قرارات سليمة مبنية على دراسة وتفكير منظم .
– تعزيز مهارات التواصل الفعال :
عندما تمتلك وعيا أكبر بما تؤمن به وتريده حقا، سيصبح في وسعك التواصل بشكل أفضل في مختلف مجالات الحياة
،سواء مع مديرك في العمل ،أصدقائك المقربين ،أو شريك حياتك .
كلما عرفت نفسك أكثر
أصبح من السهل التواصل مع الآخرين بحزم ،وصار بإمكانك التعبير عن رغباتك بصدق،
بل واحترام رغباتهم أيضاً.
– رفع الإنتاجية :
إن السبب الحقيقي وراء التأجيل، والتسويف ،وتراجع الإنتاجية ، لا يتعلق بالافتقار إلى الالتزام، أو الجهد المبذول في العمل، وإنما بمشاعر وأسباب أخرى داخلية
حينما تواجه صعوبة في الذهاب إلى العمل .
فذلك مرده في العادة
إلى افكار أو مشاعر أو عادات محددة تقف في طريقك .
لذا فإن تحسين وعيك بذاتك ،سيسهم بشكل كبير في التخلص من جزء كبير من هذه المعيقات، التي تقف في طريق انتاجيتك .
كيف تصبح أكثر وعياً بذاتك؟
– استخدم “ماذا” بدلا من “لماذا”!
حينما يقيم الأشخاص حالتهم في لحظة معينة أو مشاعرهم أو البيئة المحيطة بهم غالباً ما يطرحون أسئلة تبدأ بـ “لماذا؟”.
مثلاً: لماذا أشعر بالحزن؟
لماذا أعطاني مديري في العمل هذه التغذية الراجعة؟
لماذا لا تسير أموري كما يجب؟
إليك السبب وراء كون استخدام هذه الأسئلة : بداية وبحسب العديد من الدراسات والبحوث، فإنّك لا تستطيع الوصول إلى الكثير من الأفكار والمشاعر والدوافع المخزنة في عقلك الباطن
إلا عبر الأسئلة .
أصحاب الوعي الذاتي يركزون على طرح الاسئلة على أنفسهم و يركزون على الأهداف المستقبلية بدلاً من التركيز على أخطاء الماضي لنقل مثلا أنك تشعر بالإحباط في عملك ،حينما تطرح سؤالا مثل: لماذا أشعر بالإحباط؟
ستشعر غالبا بالمزيد من الضيق والاكتئاب ولكن إن سألت نفسك:
ما هي المواقف التي تشعرني بالإحباط في عملي؟
ستبدأ حينها بالتفكير في العوامل الخارجة عن إرادتك ،والتي تتعارض مع شغفك وأهدافك، مما يتيح المجال أمامك .
– انتبه أكثر لما يزعجك في الآخرين :
يجهل الكثيرون حقيقة أن العديد من الأمور التي تزعجهم في الآخرين،
ما هي في الواقع الا انعكاس لصفات وسلوكيات يكرهونها في أنفسهم .
جميعنا نمتلك جوانب لا نحبها في أنفسنا،ولا نشعر بالفخر لوجودها فينا، و نجهل كيفية التخلص منها أو نؤمن في أعماقنا أنه من المستحيل التغلب عليها سنلجأ على الأغلب إلى الحل الأفضل … ألا وهو عدم التفكير فيها على الرغم من أن تجاهل هذه الجوانب قد يكون مريحاً إلا أنه حلا غير منطقياً، لذا و في كل مرة تشعر بأن تصرفا معينا في أحدهم يزعجك كثيرا اسأل نفسك قبل كل شيء ،هل يمكن أن يكون هذا التصرف انعكاسا لصفة أو سلوك أكرهه في نفسي؟
هل أتصرف بطريقة مشابهة أنا أيضا ؟
– اطلب الحصول على تغذية راجعة وتقبلها :
التغذية الراجعةالحقيقية هي واحدة من أسرع طرق النمو الشخصي وأكثرها فعالية وفي الوقت الذي يوجد لدى كل واحد منا جوانب في نفسه، يعلم أنه بحاجة لتحسينها، تبقى الجوانب التي لا ندركها هي الأهم
.
الطريقةالوحيدةلاكتشاف
هذه الجوانب هي من خلال سؤال الآخرين عنها.
اختر الشخص المناسب ابدأ باختيار شخص مناسب تربطك به علاقة وطيدة:
أب، أم، زوج/ة، صديق مقرّب…حاول أن تختار شخصا تسمح علاقتك معه أن يخبرك بالجوانب السلبية فيك بصدق دون مجاملة أو خوف.
اطلب تغذية راجعة حول أمر بسيط أو ثانوي وذلك كي تبني ثقة الطرف الآخر بأنك ستتقبل النقد جيداً
في حال تقبلت انتقاده حول أمر صغير بشكل جيد سيتمكن هذا الشخص على الأرجح من إخبارك بأمور أعمق وأكثر جدية
تقبل الانتقاد بروح رياضية…
ابذل جهدك لتقبل التغذية الراجعة التي تتلقاها اشكره ووضح له أنك ستبذل جهدك للتعامل مع هذه الجوانب السلبية فيك.
في النهاية الوعي الذاتي أن تفهم نفسك قبل ادارتها .