اتكيت التواصل مع الآخرين


الكاتبة: ندي فنري
يقول جبران خليل جبران:
لا تستطيع أن تمنع الناس من الكلام علينا ، لكن نستطيع أن نمنع أنفسنا من التأثر بما يقولون ، لأن مفتاح عقولنا بأيدينا و ليس بأيديهم .
الإتيكيت …فن التواصل
و ذوق المحادثة …
إن الإنسان كائن اجتماعي،
يحتاج إلى من يعيش معه دمعته، و ابتسامته فيبادله فرحاً بفرح، و حباً بحب .
لا تجعل قارورة حبك
و عطفك مغلقة، املئ حياة الآخرين بالبهجة .
تحدث الكلمات التي تستمتع أذانهم بسماعها،
و يمكن أن تصغي إليها قلوبهم ،و تنتشي بها …
يقولون :
الصداقة هي الدعامة الوحيدة، التي تلم شمل العالم معاً،و أسوء الناس حالاً من لايثق بأحد لسوء ظنه و لا يثق به أحد لسوء فعله.
اجعل همك أن تروي للآخرين ،ماينفع و ما يلذ لهم، مماسمعت أو قرأت من قصص و ذكريات
و مواقف جميلة .
اللباقة في الحديث التنوع بين الإخبار و السؤال ،و كل ما تتكلم عنه يعبر عن شخصيتك .
من الذوق أن تكون تعبيرات وجهك متسقة مع كلماتك .
إن حدثك أحدهم عن آماله ،فمن طيب النفس وجمال الخلق أن تكون مشجعاً ،و تذكر أن الكثير لايملك سوى الأمل فلا تقتله فيه.
احرص أن تكون كلماتك تعبر عن رأيك،و إذا كان محدثك غاضباً فارفع قلم المحاسبة عنه ، وأعتقه بلين الجانب و لطيف القول .
من الذوق عندما تتحدث مع الآخر أن تضع في اعتبارك عمره، شكله ، جنسه ،فلا يصح أن تحادث النساء عن أمر يحرجهن .
-من الروعة استعمال الفاظ لطفاً ،عفواً ، لك الفضل ،أنا أسف.
أي كان من تتحدث معه أن تبادره بالاحترام، و الابتعاد عن كل ما يبعث الحزن، أو الضيق، أو القلق في نفوسهم.
اذا سمعت سيّء القول فلا تجار صاحبه،و احمد الله على أنك سامع لا قائل .
اطرح الأسئلة التي تدفع الأخرين للتحدث عن أنفسهم مثل :
كيف قضيت إجازتك؟
كيف بدأت عملك؟
كيف حال ابنك؟
مارأيك بشأن …؟
إن التعامل مع الآخرين
في جميع مراحل العمر، في المنزل، في العمل، في البيت، في الأماكن العامة
هو فن التواصل .
يتسبب التواصل الراقي بكثير من فرص النجاح
و السعادة ،و إن لم نتقنه يسبب الإخفاق و الفشل و حتى التعاسة .
قال تعالى : ( وقولوا للناس حسنا )
أي : كلموهم طيبا ولينوا لهم جانبا .
عند النقاش مع الآخرين:
كن صبوراً و طيباً
و أحسن اختيار الكلمات، إن كنت تعلم أن الآخرين سيختلفون معك .
تجنب ايذاء المشاعر،
عليك السماح باحتمال كونهم محقين و قد تكون مخطئًا .
قبل أن تكون صريحاً
اسأل الآخرين عن وجهة نظرهم من خلال منظورهم .
ضع نفسك مكانهم :
أحد أبسط الطرق لتجنب إيذاء مشاعر الآخرين هي تخيل كيفية ردهم على عباراتك ،إن قالوا هذا الكلام فهل تتضايق .
انتبه أثناء اللجوء للصراحة،
و التعبير بصدق ألا تتهكم
أو تتهجم .
انتبه لنبرة الصوت عندما تعبر عن اعتراضك،
حاول أن تكون نبرة الصوت محايدة .
عادة نبرة صوتك تظهر مشاعرك و أحاسيسك على حقيقتها .
كن مهذباً في ردودك
تحدث في طيبة و تهذيب
قول الصدق و الصراحة لا يعني عدم الاحترام
و التقدير .
عبر عن وجهة نظرك كرأي مدعوم بالحقائق.
لا تلجأ للنقد أو الإدانة
عندما تتحدث بصدق .
تجنب استخدام عبارات أنت مخطئ في هذا،أو لا أصدق أنك تفكر بهذه الطريقة .
تجنب الغلو في الحديث
و تجنب قدر الإمكان استخدام كلمتي
دائماً و أبداً .
لا تأخذ الحديث بمحمل شخصي ،و اعلم أن حديثك بصدق لا يعني أنك محق .
يمكن أن تكون صريحاً
وفي الوقت ذاته مخطئاً
و أيضاً يمكن أن تكون صريحاً و محقاً،المهم لا تؤذي مشاعر الآخرين .
كن متواضعا عند التعبير عن وجهة نظرك و استمع لتبرير الآخرين لمنظورهم
قاوم الرغبة في تحويلهم إلى وجهة نظرك .
اختر الصمت أحيانا إذا كان الصدق غير متسق مع معتقداتهم، إن اعتناق منظورك سيؤذي مشاعرهم ، لذلك قاوم الرغبة في حمل الآخرين على الاتفاق معك .
دع الآخرين يرتكبون الأخطاء إن دعت الضرورة .
إن وجهة نظرك مهمة كوجهة نظرهم و لهم الحق في ذلك أن يختلفوا معك .
في حال قرر الآخرين عدم مناقشة القضية،احترم رغبتهم،ربما يكون الوقت
و المكان غير مناسبين .
حدد مصدر اختلاف الرأي
حاول فهم القاعدة المبني عليها رأيهم، بعض الاختلافات تكون مبنية على معتقدات أسياسية مثل:
معتقدات سياسية
و دينية و أخلاقية .
معرفة الأسس يعني احترام لرأيهم و يجنبك ايذاء مشاعرهم .
اظهر احترامك للأخرين
و هذا يعبر عن اهتمامك الحقيقي و في حال احتد النقاش توقف، و في حال قلت شيء مؤذي للمشاعر دون قصد اعتذر دون تفريط .
الإعتذار يسهل الأمور قبل أن يكبر الصدع …المهم
أن تكون صادق في الاعتذار .
اشكرهم على المشاركة
و حسن الانصات، وهذا يعطيك فرصة لإنهاء الخلاف بشكل ايجابي.
احرص على التعليق بأنك تفهم منظورهم و تأمل أن يفهموا منظورك كذلك.
ابتسم بصدق لإظهار تقديرك ،إن طلب شخص رأيك هذا يعني تقديره لك
في الختام ليس هناك أجمل من التواصل الفعال ضمن مفهوم الأتكيت .