الأدب والشعر

الانسجام

الكاتبة: ندي فنري

الكاتبة: ندي فنري

عندما نكون في وئام مع أنفسنا ،فإننا أيضا في وئام مع الآخرين . في الوتيرة المتسارعة

و الحديثة للحياة، يشتكي البعض منا من عدم الإنسجام الروحي مع الآخرين و يشعر بعدم الرضا عن الحياة…و أن ليس لديه وقت للقيام بكثير من الأشياء .

 

إن التوافق بين إنسان

و آخر لا يكون بسبب توافق عمري ،و لا لوني

و لا بطول العشرة

و لا بالرفقة المستمرة

لكنه سر من أسرار التوافق الروحي ،أي الإنسجام .

 

قد نتعرف على الكثير من الناس ولكن في بعض الأحيان لا نشعر مهم بالود و الانسجام .

 

و بطريقة ما، يكون لدى شخصين كيمياء، يمكن أن يتحدثا عن أي موضوع تقريباً لساعات، من دون أن تكون المحادثات مملة، بل ممتعة للغاية لكلا الطرفين و إن كان ذلك وجهاً لوجه أو عبر مكالمة هاتفية ، أو حتى نصية .

 

هناك شيء يدفعنا إلى الاستمرار بالحديث، لا ندري كيف، ولكن نجد حجة لكي لا ينتهي الحديث.

 

يحدث الأمر ذاته للطرف الآخر، إذ نجد أنه يحاول بأي طريقة متابعة الحديث معنا ،هذا دليل على وجود كيمياء قوي بيننا ، وللتذكير، الكيمياء شيء موجود من تلقاء نفسه، ولا نشعر بأي حاجة للقيام بمجهود ما لخلقه.

 

إن وجود الكثير من القواسم المشتركة مع شخص ما ….يضيف المزيد من الطاقة إلى المحادثة.

 

هذا الأمر يجعلنا نتحدث مع بعضنا البعض عن الأشياء التي نحبها بشغف كبير، مثلاً إن كنا نحب نفس الطعام أو نفس البلد أو نفس الفصل ، هذا يعني أننا سنفهم بعضنا

و سنستمتع بالقيام بالأمور نفسها وهذا يؤكد على تواجد تناغم كبير بيننا .

 

لكن يشتكي الكثير من الناس من عدم الانسجام الروحي مع الزوجة – أو زوج ، أو أطفال ، أو زملاء

و عدم الرضا عن الحياة مما يسبب في بعض الأحيان مشاكل لعدم وجود توازن و انسجام.

 

لاشك يوجد أناس أكثر سعادة و هدوء و يعيشون مع أنفسهم و مع الآخرين في وئام .

 

كيف تجد الإنسجام ؟

 

كل التغييرات نحو السعادة و الوئام تأتي من الدائرة الداخلية .

 

بداية الثقة في الحياة ستؤثر على علاقاتك مع أحبائك و أقاربك و جيرانك بشكل عام

و مع الأشخاص الذين تتقاطع معهم باستمرار.

 

كيف نحقق الانسجام ؟

 

لا تركز على ما يزعجك

ركز على ما لديك،و و جه تركيزك إلى الانسجام

و الشعور بالثقة في قلبك و إليك بعض التمارين التي تساعدك على تحقيق الانسجام و التناغم

و الوئام مع الحياة.

 

_اصنع حياتك و اجعلها سعيدة و مزدهرة .

 

_ تعلم أن تعيش ببطء

فإن الحياة قصيرة جداً

لا تحتاج إلى عيشها بسرعة .

 

_ عندما تقرأ كتاب

هل تستمتع بكل حوار

أو وصف فيه ؟

يشير علماء النفس إلى خطأ نرتكبه أننا نركز على كل شيء سيئو لا نريد القيام به ،لكن الأشياء الجيدة و الممتعة نقوم بها بسرعة كبيرة .

 

صحيح علينا أن ننجز الأمور بسرعة لكن علينا أيضا أن نستمتع بما نحب .

 

أمر آخر لا تكن متواضعاً جداً ،لقد تعلمنا أن نكون متواضعين ،و في الحقيقة الحياء المفرط

و التواضع يتحول إلى خجل والشخص الخجول لا يمكنه أن يتطور بانسجام لأنه سيكون هادئاً عقلياً

و مغلق باستمرار على نفسه و يخشى العلاقات مع الآخرين .

 

الشخص المتواضع جداً لا يحقق ارتفاعات مهنية

بل يكشف عن بساطة امكانياته .

 

بالطبع لا يجب الخلط بين الحياء و الأخلاق الحميدة ، عدم مقاطعة الحديث ،

و اعطاء مكانك لكبار السن،

و احترام مشاعر الآخرين كل هذه تدل على أنك شخص مهذب .

 

لكن لا تجادل و لا تشارك في نزاعات و مشاجرات

لأن ذلك مرهق

و يستنفذك عاطفياً .

 

هناك مواقف لاشك تريد الدفاع بها عن نفسك

و وجهة نظرك ، لكن تأكد أن المناقشة التي تتحول لشجار لا يجب أن تجرى .

 

المناقشات أوالمجادلات حول كل شيء صغير يحرم نفسك من الحب ، و الانسجام .

 

يجب أن يشعر المرء بمشاعر قوية تفتح له الصفات النبيلة و توسع له أفاق حياته ،و يشعر معها الشخص المحب بحياته في مجملها و يشعر بفائدتها أكثر و ترتبط القدرة على الحب ارتباطا وثيقاً بالقدرة على الاحترام .

 

الشخص الذي يحترم نفسه لن يتصرف بشكل سيئ أو يهين الأضعف .

 

الاحترام يلهم الشعور بالحب و يفتح أفاق جديدة مما يساعد على الإنسجام.

 

عليك أن نؤمن أن كل شخص يولد نشيط

و كامل الحيوية و مع تقدمنا في السن نجد أنفسنا في بعض الأحيان كسالى و نشعر بعدم الأمان ، و لا ننسجم مع البعض لذلك ببساطة اجعل شعار حياتك

أريد ، أستطيع ، سأفعل ،

فهذا يزيد الثقة بالنفس.

 

خذ الحياة بشكل إيجابي

تجنب المعلومات السلبية

و لا تستمع إلى ثرثرة الزملاء عن الآخرين.

 

احط نفسك بأشخاص ايجابيين و ابتسم، تحكم في مزاجك، و تجنب مظاهر السلبية، و الملل بعد ذلك سيعتاد عقلك على ذلك، و ستصبح متفائلاً و أكثر انسجام مع الجميع .

 

اقض عطلة نهاية الاسبوع في مدينة غير مألوفة …

إن تغيير المشهد يعطيك انطباعات جديدة و قادرة على إعادة الشعور بالسعادة و امتلاء بالحياة.

 

ستندهش ببساطة عندما تقبل نفسك و تركز على الانسجام تلقائيا، وحتى الأشخاص الأكثر صعوبة في بيئتك يبدأون في التصرف بشكل مختلف معك فالتناغم الروحي يخلق مجالاً للخير .

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى