المهدي تركي الرياحي
بين التشاؤم وبين اللي نشوفه يقين
القاعدة ماتحمل من عليها يضيف
أقول بعد كتسبنا خبرةٍ من سنين
العمر معمل تجارب لين سن الخريف
يا العالم المضطرب بالظلم والظالمين
صار القوي عايشاً على حساب الضعيف
أظن تالي الزمان أهني الميتين
يوم إنهم ما بقوا حتى الزمان المخيف
رحت انشد العدل وين العدل و العادلين
ولقيت ماعندهم حكمة ورايً حصيف
رغمً وضعي طليق أحس بأني سجين
ماعاد باقي لنا فسحة وضلعٍ منيف
مجالس أهل الأدب ندوات للعاشقين
صرعى من العشق في هذ الزمن يالطيف
وإن شفت عشاقهم لا بعضهم كاذبين
مافيه عشقٍ بري وطاهر وإلا شريف
ودورت لي واحدٍ وافي لسري أمين
إلا إنه أصبح مثل حاجة بعين الكفيف
وسمعت عن واحدٍ ممدوح من مادحين
ولقيت كل المدايح فيه كذباً وزيف
إن جاء يسوي عزيمة يعزم مصورين
ويلم مستشعرين أهل الكلام السخيف
حفلاتهم كلها شيلات ومهايطين
وفلان شيخٍ ولد شيخ وبيته مضيف
وإن جيت بيته لا هو مجلس عريض بطين
يأخذ سنة كاملة ما جاه في البيت ضيف
وجلست أسأل الزمن عن سيرة الأولين
عن الرجال الذي يتقاسمون الرغيف
عن النساء اللاواتي صبرهن ما يلين
رغم القسا والشقا مايلحق البيت حيف
جيلً مضى كله أماجدٍ وعفة ودين
تلقى عفيفة نساء في كنف رجلٍ عفيف
أحس في ها الزمن ماعاد به طيبين
من كثر مافوق سطح الماء يبين الخفيف
ودي أهاجر ولكن كيف أهاجر لوين؟
وأبعد عن الناس ماغير الخلا لي حليف
شفي جزيرة ونبعاً عذّب مع نخلتين
وأحط لي كوخ مبني من جريدٍ وليف
ماسمع صراخ وصخب ماسمع أنين الحزين
ما معي غير النوارس كل منها وليف.
