قرار


محمد رياني
تقاطروا نحوَها يطلبون وُدَّها، بدتْ شامخةً وهي تلبسُ أفخرَ مالديها، أستقبلتْهم بإبتسامةٍ غير مكتملة، كانت في غايةِ الفرحِ والجمالِ على الرغمِ عدمِ أكتمالِ بسمتها ، رحبتْ بهم واحدًا واحدًا، شكَّ كلُّ واحدٍ في أنها تحبُّه لوحده وأن نظرات إعجابها تخصه وحده، كتمَ كلٌّ منهم في نفسِه كلمةَ الحبِّ ولم يبدها، تبادلوا معها النظرات، كانت تبادلُهم النظراتِ بالتساوي دونَ أن يفطنوا أنهم يتساوون عندها، أمضوا الوقتَ والسرورُ يملأُ كلَّ نبضٍ فيهم، أحصتْهم في صدرِها وبين مقلتيها ، أغمضتْ عينيها ثم فتحتْهما بأتساع، عرَفوا أنَّ في عينيها السوداوين عتبًا، لم يحضر معهم الذي كانت تنتظره عندما اصطفوا أمامها، أبتسمتْ إبتسامة انفتحتْ معها شفتاها لدرجةِ الكمال، عجبوا من سرِّ هذا الفرحِ العارمِ المتأخر؛ سرعان ما أتضحَ لهم السببُ عندما عاتبتْهم عن غائبٍ لم يحضر معهم! لم تجد منهم جوابًا، أستمرتْ في ملءِ الجوِّ عطرًا من جمالها، دعتْهم ليروا كلَّ جمالٍ في أنحاءِ مكانها ، طافوا يحملون البهجةَ ليسدُّوا فراغَ الغائبِ الذي لم يكن معهم، غربتْ الشمسُ بعدَ يومٍ نصفُه سعيدٌ ونصفُه الآخرُ كئيب، لم توافقْ على أيٍّ منهم ، كتبتْ رسالةً مع كبيرِهم ليسلمها له بعد عودتِهم لتعاتبه، عندما وصلتِ الرسالةُ إليه دعاهم ليعودوا معه من جديدٍ ليشهدوا حفلَ اقترانِه بها.